تتعدد زوايا النظر والمقاربة للحرب الروسية - الأوكرانية بين سياسية واقتصادية وتاريخية وعسكرية.. إلخ. والمتابع للأيام الأربعة الماضية من هذه الحرب يجد الكثير من التحليلات في هذه الاتجاهات، ولكنني لم أرَ مقاربة تربوية وطنية للحالة الأوكرانية، بمعنى آخر، ما الدروس التربوية المستفادة لنا من الحالة الأوكرانية اليوم؟ لعل أهم هذه الدروس هو أهمية الأمن في حياة الدول والمجتمعات، فمن شاهد تدفق الأوكرانيين للمتاجر، والبنوك، والملاجئ وهم في حالة هلع على أمنهم الغذائي، وأمنهم المالي، وأمنهم الصحي.. إلخ، يحمد الله سبحانه وتعالى على حالة الأمن الفريدة التي نعيشها في المملكة العربية السعودية. حيث حرص حكام هذه البلاد منذ عهد الدولة السعودية الأولى إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - يحفظهما الله - على توفير الأمن لشعبهما. وبهذا تميزت حالة الأمن السعودي عن غيرها من الدول، ما جعل هذه الدولة حلم الكثير للسكن والعيش والاستقرار.
أما ثاني الدروس التربوية التي يمكن استخلاصها من الحالة الأوكرانية اليوم فهو أهمية اعتماد الدولة على نفسها مع أهمية التحالفات الدولية بلا شك، وهنا تبرز أهمية رؤية المملكة 2030 التي جاءت لاستثمار مكامن القوة وتعزيزها، وإيجاد بدائل اقتصادية للنفط، واعتناء بالإنسان السعودي الذي كان وما زال محور اهتمام أئمة وملوك هذه الدولة المباركة، وهذا يعني ضرورة انخراطنا كسعوديين كل في موقعه من أجل تحقيق أهداف هذه الرؤية المباركة.
وأخيرا، بينت لنا الحالة الأوكرانية اليوم أهمية الوطن، حيث لا حياة دون وطن، فخروج الناس تاركين منازلهم، وأقاربهم، وأعمالهم، وممتلكاتهم إلى المجهول شعور قد لا يعرفه إلا من جربه، أو من قرأ عن حالات النزوح تاريخيا وما يعتريها من صعوبات جسدية ونفسية.
فالحمد لله أولا وأخيرا على نعمة المملكة العربية السعودية وقادتها وأمنها، مثل هذه الدروس التربوية بحاجة إلى استحضارها ولفت انتباه أبنائنا وبناتنا لها، وهي بلا شك جزء من التربية الوطنية.
http://www.alriyadh.com/1937438]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]