جاءت مناسبة الذكرى الأولى من الاحتفال بذكرى التأسيس يوم الثلاثاء الماضي الموافق 22 فبراير بحضور باذخ الجمال بالماضي العريق أقبل عليه الصغار والكبار في كل مناطق هذا الوطن القوي العظيم المملكة العربية السعودية، بكل محافظاتها ومدنها وقراها وهجرها، وهي المناسبة التي نصَّ الأمرُ الملكي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على تحديد يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى، الذي يمثل بدء عهد الإمام محمد بن سعود في منتصف عام 1139هـ الموافق لشهر فبراير من عام 1727م. وأن الاحتفاء به يأتي «اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، وبداية تأسيسه (1727م) للدولة السعودية الأولى التي استمرت إلى عام (1818م)، وعاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أرسته من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار، وصمودها أمام محاولات القضاء عليها، إذ لم يمضِ سوى سبع سنوات على انتهائها حتى تمكن الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام (1824م) من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت إلى عام (1891م)؛ وبعد انتهائها بعشر سنوات، قيض الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود عام (1902م) ليؤسس الدولة السعودية الثالثة ويوحدها باسم المملكة العربية السعودية، وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها.
إن ما حدث في ذلك اليوم وما تبعه من أيام يدعوان للفخر والعزة، فالقطاعات كلها بلا استثناء احتفلت بالمناسبة بطريقة تتناسب مع هذه الذكرى العزيزة على قلوب كل السعوديين، أما الأفراد فقد تفننوا في الاحتفال من خلال الاحتفاء بالماضي العريق واستحضاره بالأزياء والإكسسوارات، ومنذ صدور الأمر الملكي للاحتفال بالمناسبة فقد جاب المواطنون الأسواق الشعبية للبحث عن صور مقاربة لما كانت عليه ملابس الأجداد في تلك الحقبة الزمنية، وبينما أخذ البعض من ملابس أجدادهم التي كانت متوفرة لديهم حاول البعض الآخر الحصول على الصور القديمة وتقليد ما جاء فيها من أزياء وإكسسوارات، وأن تكون بصورة مقاربة لما كان عليه الأجداد سواء نساء أو رجالاً، وإن كان هناك ملاحظات على بعض الأزياء أو الإكسسوارات لبعض من اجتهد وإن جانبه الصواب، ولكن يبقى الهدف الوطني الأسمى الذي سعى له هؤلاء الفخورون بوطنهم وتاريخهم العريق.
إننا نشد على سواعد المؤرخين والتاريخيين والمهتمين بالأزياء التراثية في رسم صور لكل المناطق في بلادنا الغالية، وكذلك يقع الجزء الأكبر على رجال الأعمال من تجار الملابس الشعبية في تنفيذ أزيائنا الشعبية وتوفيرها للشغوفين بحب وطنهم والساعين لاقتناء هذه الملابس والإكسسوارات، فهذا العام هو العام الأول للاحتفال بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا، وإننا على ثقة أن السنوات المقبلة ستكون هناك احتفالات كبيرة وضخمة تنتظرنا والتجهيز لها بشكل كبير وضخم، فالسعوديون حريصون كل الحرص على كل مناسبة وطنية يحتفلون بها.




http://www.alriyadh.com/1937439]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]