كلمة "المستقبل" ترتبط بالأمل والتطور، أي تطور علمي تتمنى أن تراه مثل سيارة طائرة أو قارئ أفكار فقد تقول: قد يخترعونه في المستقبل. صارت الكلمة تحوي كل الآمال، لكن نحن الآن مستقبل أهل الماضي، نعيش ثورة تقنية لم ير التاريخ مثلها، السيارات والطائرات والإنترنت والصواريخ، أشياء لو رآها أهل الماضي لارتاعوا من تطورها ووصفوها بالسحر.
لكن هل هذا جيد بالضرورة؟ هل المستقبل المتطور شيء إيجابي في ذاته دائماً؟ اخترعنا السيارة، لكن بالمقابل صرنا أقل حركة، بدلاً من المشي والركوب وما في ذلك من حركة كثيرة نافعة. اخترعنا التلفاز والكمبيوتر وصرنا نجلس (إما اضطراراً أو تعاجزاً) ساعات وساعات حتى ضَعفت صحتنا ومرضت أجسادنا من كثرة الجلوس. اخترعنا الهاتف فصارت مكالمة للأجداد أو الأعمام تكفي ولا حاجة للزيارة. سرّعنا كل شيء فتسارع مع ذلك قلقنا وتوترنا، وصار الضغط النفسي وباءً شاملاً أمطر العذاب والدمار على البشرية. ماذا استفدنا من هذه التقنية بعد أن استفحلت فينا أمراض القلق؟ وبماذا تُعزّينا هواتفنا المدهشة بعد أن انقطعنا عن الأقارب والأصدقاء وانشغلنا عنهم؟ وكيف ستعوّضُنا الأطعمة اللذيذة بعد أن سَلَبتنا صحتنا وملأت أجسامنا بالسكاكر القاتلة والكيميائيات الضارة؟
المزيد من التقنية يعني المزيد من المرض. هذه إحدى معادلات عصرنا الحديث فيما يبدو، والغبطة للأولين ومعيشتهم البسيطة الخالية من بروزاك وزاناكس وأدوية الكولسترول والضغط والسكر.
http://www.alriyadh.com/1939846]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]