يقول الاستراتيجيون السياسيون إن العلاقات بين الدول تُبنى على أساس المصلحة، فليس هناك عداء دائم ولا صداقة مستمرة، بل كيف هي المصلحة تكون العلاقة، وبمثل ذلك كان أجدادنا يؤسسون علاقاتهم فيقولون في حال السفر أو التجارة "واعد من الجماميل عشرة" والمقصود هنا أنه حين السفر إلى وجهة معينة فلا بأس أن تواعد عشرة من أصحاب الجمال، والأهم من تكون مكاسبك واطمئنانك معه أكثر.
وبعيداً عن الاتفاق أو الاختلاف فلا حياة بلا أصدقاء، والصداقة وفق المصلحة تظهر بشكل كبير في عالم العلاقات والسياسة لأن الأيام والأحداث وحتى الأعاصير السياسية التي مرت بها بلادنا قد أثبتت أن معايير الصداقة اختلفت.. فالآخرون ممن نحسبهم أهلاً قريبين قد قلبوا علينا ظهر المجن.. ومن تعاملنا معهم لعقود طويلة أصدقاء مقربين أدركنا أنهم وحوش تختبئ تحت جلد حمل وديع.
وفي التفكير الاستراتيجي السعودي الحديث يضع قادة العمل مصلحة البلاد والعباد فوق كل شيء وهي من تحدد الصداقة وتوجه المصلحة، لن تنضوي تحت اتجاه واحد ولا إلى اقتصاد معين، وحسب وجهة المصلحة المبنية على الاحترام والثقة تكون العلاقة..لم نكن تبعاً لأحد ولا ننتصر لدولة ضد أخرى لدينا علاقات بُنيت على الاحترام والمساواة والمواثيق ذات المصالح المتساوية المشتركة مع الآخرين.. وعليه فنحن لا نعادي أحداً ونبني علاقاتنا وفق المصلحة سواء مع أي دولة أو منظمة؟ الاتفاقات الدولية السعودية الجديدة التي يوجه بها خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ويقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -وفقه الله- هي سبيل لتنويع الصداقات وبنائها من جديد.. فالزمن الآن زمن المصلحة ولا شيء يعلو عليها.. أما الشعارات فقد ذهبت مع الفكر المتأخر الذي حصر اقتصادنا ونهضتنا باتجاه واحد فقط.. لنكون الآن متصالحين مع العالم جميعاً ونتعامل معه وفق كل ما هو في مصلحة بلادنا وشعبها.. لا نقف عند مكان ونسترجع التاريخ فيه لكي نتنازل عن مصلحة لأجله، فقد سئمنا الكلمات المخضبة بالأخوة والعرق والمصلحة والواحدة والصداقات الوطيدة التي سرعان ما تهتز وحتى تنكسر.. تلك التي لم نجد منها إلا الطعن في الظهر والخذلان.
الآن لا صوت يعلو على صوت المصلحة.. والمملكة تملك النفط والارتقاء والبنية الاقتصادية المنطلقة بسرعة هائلة نحو المستقبل، ولديها الصناعة والقدرة على التأثير عالمياً، ناهيك عن قيادتها للعالمين الإسلامي والعربي، ومن مصلحة العالم كله أن يكون صديقاً لها لأن "من يملك المال والتأثير يضع القواعد" وعليه نحن نبني صداقتنا وفق مصلحتنا في الصين.. الهند.. وحتى روسيا وأميركا، ولا عزاء للعرق والماضي الكئيب؟!




http://www.alriyadh.com/1942188]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]