العقلية اليابانية تشجع الإبداع والخيال مهما كان العمر، وكم يعجبني هذا في اليابانيين، فليسوا مثل بعض الشعوب الأخرى التي فرضت على نفسها الجدية الشديدة بلا سبب، وتجد حتى الرجال يتصفحون القصص المصورة (مانغا) ويحبونها، وبعض أمتع الذكريات عند الناس هي "الأنيميه" المدبلجة مثل كابامارو وجزيرة الكنز وكابتن ماجد وغراندايزر وهايدي وسالي وغيرها.
غير أن الخيال الياباني ليس قائماً على الترفيه فحسب بل يمتد إلى أشياء تصير مشكلات، فمن المنتشرة في تقاليدهم "سوكوموغامي"، وفكرتها أن الجماد – أياً كان – إذا أتمّ من العمر مئة سنة صار حياً، ويرتبط هذا بعنصر سلبي كأن يكون مسكوناً بوجودٍ شيطاني، ومن أمثلة ذلك الوحش "باكيزوري" الموجود في التراث الياباني، فهو عبارة عن زوج من أحذية صندل ياباني كان في بيتٍ لا يُحسِن معاملة الأحذية، فتحوّل إلى سوكوموغامي وصار مسكوناً، ويخرج في الليل مُنشداً: «سِنّان وثلاث أعين»، إشارةً للفتحات الثلاث في الحذاء وقطعتان بارزتان من أسفل الحذاء. وهناك "منرايكي"، وهذه قديمة وتوجد في كتاب ياباني وُضِع عام 1781م يذكر قائمة بالوحوش الخيالية في الفلكلور الياباني، وذكر منها منرايكي وهي أقنعة مسكونة. "كاساأوباكي" كذلك مما تشمله سوكوموغامي، وهي مظلة مطر عادية اكتسبت عيناً وتأخذ تقفز على قدمها الواحدة لتخيف الناس. لم يَسلَم شيء من هذه الأساطير، فالأكواب والساعات والمرايا وكل شيء في البيت له شخصية سوكوموغامي في التراث الياباني، حتى لفّات القطن وألحفة الأسرّة!
http://www.alriyadh.com/1942471]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]