منذ عقود طويلة، والمملكة لا تتوقف عن محاربة ظاهرة التسول بكل صورها وأشكالها، وتتخذ في هذا المسار إجراءات نظامية عدة، تحد من الظاهرة، مدركة خطورتها على الأمن والمجتمع والاقتصاد والأخلاق العامة، خاصة مع توسعها وانتشارها؛ حيث تفتح بابًا للمخالفين والعاطلين عن العمل، لكي يتوغّلوا في المملكة بحثاً عن الصدقات والتبرعات.
وللظاهرة في المملكة أسبابها الخاصة، حيث تستغل عصابات التسول، الأسر المقيمة وأطفالها وتشغلهم في مجال التسول، وتستفيد من المبالغ المالية التي يدفعها المواطنون والمقيمون للمتسولين والباعة الجائلين، وتبلغ ذروة التسول في موسمي شهر رمضان الكريم والحج من كل عام.
وتتصدر وزارة الداخلية المشهد في محاربة التسول، ولعل آخر مظاهر هذه الحرب؛ الحملة الإعلامية التي أطلقتها الوزارة لمكافحة الظاهرة، تحت عنوان "معاً نكافح التسول" بهدف تسليط الضوء على الأساليب المستخدمة في التسول، وتوعية المجتمع بخطورة دعم المتسولين بمختلف أشكالهم وطرقهم، وإبراز تأثيرات التسول على الجوانب الأمنية، والاقتصادية، وحتى هذه اللحظة، الحملة تحقق الأهداف المطلوبة منها ميدانياً في محاصرة المتسولين ومطاردتهم والقبض على العديد منهم، كما نجحت الحملة إعلامياً وتوعوياً، في جعل المواطن والمقيم شريكاً أساسياً في مواجهة الأزمة والقضاء عليها، وذلك بعد إدراك أبعادها وخطورتها.
الحملة التي انطلقت في الأسبوع الأخير من شهر شعبان الماضي، مستمرة لمدة ثلاثة أشهر، وتتخذ وتيرة متصاعدة في نشاطها اليومي، لتحقيق الأهداف المرجوة، ما يعني أنها مستمرة إلى قرب الحج، وهو أحد أبرز المواسم التي تنتظرها عصابات التسول، لتنشر أفرادها في مناطق المملكة، وبخاصة الأراضي المقدسة، مدركة رغبة ضيوف الرحمن خاصة، والمسلمين عامة في التبرع والتصدق خلال أيام الحج، وبقاء الحملة طيلة هذه المدة، سيكون عاملاً مساعداً في محاصرة عصابات التسول، والحد من نشاطها وخطورتها المتفاقمة يوماً بعد آخر.
وضمن أساليب محاربة ظاهرة التسول، تحث المملكة المواطن والمقيم على أن تكون تبرعاتهم وصدقاتهم في المسارات الصحيحة والشرعية، ومن هنا أطلقت القيادة الرشيدة الأسبوع الماضي الحملة الوطنية للعمل الخيري عبر منصة "إحسان"، وخلال هذا الأسبوع جمعت الحملة أكثر 1.8 مليار ريال بإجمالي عدد عمليات تجاوز 23 مليون عملية تبرع، استفاد منها 4,893,894 مستفيدًا، وهو ما يعني أن الرسالة التوعوية لوقف دعم المتسولين، قد وصلت إلى جميع الفئات المستهدفة.
http://www.alriyadh.com/1946251]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]