يأتي عيد الفطر ابتهاجاً من المسلمين بعد أن من الله عليهم بصيام شهر رمضان وقيامه، فيظهرون فرحتهم بذلك عبر اجتماعهم مستغلين أوقات الإجازة المصاحبة له، ويتميز العيد هنا بعدة مميزات تجعله من المناسبات المهمة لغرس العديد القيم الوطنية في نفوس الأسر بشكل عام والأجيال الجديدة على وجه الخصوص. ففي العيد تجتمع العائلات والأسر، وفيه يكون الأجداد والآباء حاضرين، وهم من يكتنز الذاكرة الوطنية ومختلف الأحداث التي مرت على الإنسان السعودي، ثم إن عيد الفطر يأتي بعد صيام شهر رمضان، وهو الموسم الذي لو تأملنا أجواء صيامه قبل الحكم السعودي وبعده لوجدنا فرقاً كبيراً، بل لو تأملنا أجواء صيامه اليوم وأجواء صيامه على أيام أجدادنا لوجدنا أن ظروف الصيام، وسبل الراحة -ولله الحمد- قد جعلت ما نعيشه اليوم من أجواء رمضانية غير مسبوقة في تاريخنا.
من هنا يقع على عاتق الآباء والأجداد دور كبير في استثمار هذه المناسبة العظيمة للتأكيد على العديد من المضامين التربوية الوطنية ومن أهمها شكر الله على النعمة التي نرفل بها، فنصوم في جو من الأمن والاستقرار، وموائد عامرة بما لذ وطاب، والتأكيد على أهمية الأمن في حياتنا، حيث نصوم ونقوم ونلتقي مع الأهل والأحبة ونحن لا نخاف قاطع طريق، ولا معتد على أموالنا وأعراضنا. ويمكن هنا سرد القصص التي تقارن بين العصور السابقة وما نعيشه اليوم من نعمة ورخاء، وكذلك التي تقارن بين صيام رمضان وإحياء عيد الفطر في جو من الأمن والاستقرار والألفة التي نعيشها هنا في المملكة مع بعض الدول التي تصوم على وقع الطائرات والصواريخ، وتحيي عيدها تحت البراميل المتفجرة.
وتعتبر منابر المساجد من المنابر المهمة في تعزيز هذه القيم الوطنية لا سيما في خطب العيد حيث اجتماع الناس بشكل كبير. ثم يأتي دور المدارس والجامعات لا سيما في أول أيام العودة للدراسة بعد إجازة عيد الفطر المبارك، فهي مطالبة بالتأكيد على هذه المضامين الوطنية وتنبيه الطلاب لها عبر تخصيص جزء يسير من الحصص لهذا الغرض، وإتاحة الفرصة للطلاب للتعبير عنها.
http://www.alriyadh.com/1948860]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]