مر وقت طويل ورمضان وحده السوق الدرامي المتفرد لدينا، لكن هذه القاعدة لم تعد كذلك بعد رمضاننا الأخير. في السابق، أعمال محدودة واستهلاك كبير، قابله - هذا العام - عرض كثير، ومستهلكون أقل.
قد يعود السبب إلى غزارة المنصات والأعمال المتوفرة، حسب وقت المشاهد، والتي قللت من فرص فوز الأعمال الرمضانية كما كان، ورغم أهمية السبب كالسابق، فإن ضعف الأداء والمخرج مقارنة مع الخيارات الموجودة ضاعف من فرص عدم اهتمام المتلقين. الاستثناء - كما أعتقد - جاء في العملين: "منهو ولدنا؟"، و"سكة سفر". نجاح العملين يعود إلى عدة أسباب، أهمها: الأول، كلاهما أعاد مفهوم "الكوميديا" بلغة تشبه الناس، ببساطة وتلقائية ودون تكلف، في اعتماد أصيل على كاريزما وشخصيات أبطال هذه الأعمال. الثاني، هو اختيار قصص وحكايا وسيناريوهات مصنوعة للاستهلاك الفني بالدرجة الأولى، هدفها الترفيه والاستمتاع بعيدًا عن المدرسة الوعظية والتوجيه المتعمد، الثالث، كلا العملين ركزا على فكرة "المجموعة" لا النجم الأوحد، وقد يكون أكثر وضوحًا في العمل الثاني منه للأول، ما يضمن إيجاد مخرج ينجح دائمًا بالتكامل. الرابع، اعتمد العملان على الشباب كأبطال ونجوم للأعمال، ما يمكن وصفه بإعلان مرحلة درامية حديثة، لا تعتمد على الأسماء المعروفة فقط.
باختصار، استطاع أن يكون "منهو ولدنا؟" العمل الدرامي الذي يروي قصة مؤثرة بطريقة مرحة، وهذا بداية الطريق للحبكة بأسلوب جديد.. أمَّا "سكة سفر"، فهو العمل الوحيد الذي وقف في المنطقة الوسطى بين محاولة تناول القضايا الاجتماعية بالسخرية وبين الابتذال الممجوج، في تعبيد حديث لطريق لا يشبه طريق استراحتهم المتهالك.
ببساطة، ومن خلال العملين المذكورين آنفًا، يمكن قياس مزاج السوق والناس، أي منتج، سواء شركات أو قنوات، لا يضع في الاعتبار وقت وتنوع الناس، وحسهم العالي في النقد والتفنيد، وخياراتهم في المتابعة؛ سيكون في وجه مدفع من التشريح والرفض، وكل هذا مهم في مرحلة تشكل السوق الجديدة. وأهم ما لاحظته هذا العام هو كثرة الأسماء الشابة من الجنسين، وما زال الاحتياج أكثر؛ لأننا مقبلون على ثورة أعمال فنية، تلفزيونية وسينمائية، ستغير قواعد اللعبة تمامًا. والسلام..




http://www.alriyadh.com/1949957]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]