اصطرع "فرانك رامزي" قائد الغواصة النووية مع نائبه "رون هنتر"، ثار بينهما خلافٌ ناري نتيجته يمكن أن تحرق مدناً في لمحة!
هذا مشهد رائع في الفيلم Crimson Tide، رامزي قبطان الغواصة الأمريكية وهنتر الضابط التنفيذي الجديد، وحبكة الفيلم أن قائداً عسكرياً روسياً ثار على قيادته وناصره الكثير من الجند، واستولى على أسلحة كثيرة منها صواريخ نووية عابرة للقارات، وأتت رسالة عاجلة إلى الغواصة الأمريكية من القيادة العليا تخبرهم أن الثائر الروسي قرر إطلاق صواريخ نووية وأنه يعبئها بالوقود، وستنطلق في ساعة لتسحق عدة مدن أمريكية، ويأتي الأمر من القيادة العليا بإطلاق 10 صواريخ نووية على عدة مناطق في روسيا يسيطر عليها الثوار، وبينما تستعد الغواصة لإطلاقها تأتي رسالة ثانية من القيادة لكن ينقطع الإرسال أثناء بثها، ويعزم القائد رامزي على الاستمرار في الإطلاق لكن نائبه هنتر يرفض، والتنظيمات تنص أن الصواريخ لا تُطلَق إلا إذا أمر القائد بذلك ثم تَبِعه الضابط التنفيذي، ولا تُطلق فقط بأمر القائد وحده، وسبب رفض هنتر هو أنه لا يريد أن يسجر مدناً كاملة والرسالة المقطوعة قد تأمرهم بإيقاف الإطلاق، وتحصل صراعات وصراخ وأكثر بين الرجلين وأعوانهما، وساعة الصفر تقترب فإما أن يدمروا العدو أو هو يدمرهم!
ماذا تفعل لو كنت مكان رامزي أو هنتر؟ كل من الرجلين لديه حجة قوية، ولا يعطي الفيلم أي إجابة سهلة، كثيراً ما تضعنا الحياة في تناقضات نتراوح بينهما باضطراب متوتر، مثل هاجر لما تراكضت بين الصفا والمروة كلما ظنت أن هناك ماء. قال المتنبي:
خُلِقت ألوفاً لو رجعت إلى الصبا
لفارقتُ شيبي موجع القلب باكياً
يشتاق إلى شبابه لكنه أدرك منافع النضج وسيشتاق إلى حسنات الشيب المحروم منها الشباب.
تناقض طبيعي، نادراً ما تكون الحياة أبيض وأسود. أنت تقرأ هذه الكلمات الآن وأنا أضمن أنك إما في وضع متناقض ومحتار بن خيارين صعبين وجلست حائراً مشلولاً مضطرباً بينهما، أو أن هذا الموقف قد مر بك من قبل، وإن لم يمر بك فشمّر عن ساعديك وكن مستعداً، فهو قادم!




http://www.alriyadh.com/1950980]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]