اختتمت فعاليات أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» تحت عنوان «التاريخ يقف عند نقطة تحول» السياسات الحكومية وإستراتيجيات الأعمال، يأتي هذا الاجتماع في أكثر اللحظات العالمية أهمية، التضخم يضرب العالم، مع نقص في سلاسل التوريد، وأزمة غذاء تلوح في الأفق وحصار اقتصادي على روسيا وهي الدولة التي تمتلك أهم السلع الاستراتيجية، كل هذه المشكلات الاقتصادية والأزمات المتتالية تنذر بركود تضخمي قد يضرب الاقتصاد العالمي، من هنا يعتقد الخبراء أن تنفيذ توصيات اجتماع هذا العام مهمة للخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر، الحضور السعودي كان ملفتًا بل مبهرًا، حضر الوزراء المعنيون بالاقتصاد والمالية والاستثمار والسياحة والاتصالات والتقنية، حقائبهم تحمل كمًا هائلاً من الإنجازات التي تحققت خلال الخمسة أعوام الأولى من تدشين رؤية المملكة 2030 أذهلوا الحضور بتلك المنجزات التي لا يمكن أن تتحقق في هذا الزمن القصير إلا بإرادة قوية وإدارة حصيفة، كما أن الخطط والبرامج المستقبلية تشي بأن هنالك نقلة نوعية للمملكة ودورًا فاعلًا في الاقتصاد العالمي، وأن تكون مقصداً للاستثمارات الأجنبية والسياحة الفريدة والمبتكرة والصناعة التي تتبني الثورة الصناعية الرابعة، نخبة وزراء رائعون ومسؤولون أكفاء استطاعوا أن يمثلوا بلدهم أفضل تمثيل أظهروا للعالم الصورة المشرقة والمستقبل الواعد للمملكة، تحدثوا عن التطور التقني المذهل الذي وضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال، تحدثوا عن الالتزام البيئي الذي تبنته الحكومة ومشاريع الغطاء النباتي والطاقة النظيفة، وخطط التحول إلى الحياد الكربوني، تحدثوا عن السياحة في المملكة ومنجزات التحول من بلد مصدر للسياح إلى بلد جاذب للسياحة فكانت هذه من المحطات التي لفتت الأنظار، أهداف عظيمة حققتها السياحة في زمن قصير وخطط طموحة تستهدف الوصول إلى 100 مليون سائح، تحدثوا عن نمو الاستثمار الأجنبي بأكثر من 4 أضعاف وفتحوا شهية المستثمرين للاطلاع على الفرص الاستثمارية التي طرحت أو التي ستطرح، في ظل تحسن كبير في البيئة الاستثمارية التي شجعت على زيادة التدفقات الاستثمارية الداخلة، ووضع أهدف طموحة لرفع حجم الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 2 تريلون دولار بحلول 2030 وغيرها من الخطط الواعدة التي تطرق لها الوزراء والمسؤولون السعوديون ورجال الأعمال ورؤساء الشركات ومشاركة الحضور التجارب التي نجحت المملكة فيها، كما شاركت مؤسسة «مسك» في المنتدى الأمر الذي يعكس أهمية هذه المؤسسة التي أسسها سمو ولي العهد - حفظه الله -، حيث يمثل حضورها دعم وتعزيز الجهود نحو مجتمع قائم على المعرفة، وتحقيق القيمة المضافة للمجتمع السعودي.
على مدى سنوات عديدة من المتابعة لمنتدى دافوس الاقتصادي لم أرَ حضورًا سعوديًا بهذه القوة والتأثير واستخدام لغة الأرقام، وهذا يدل أن هنالك شغفا بالعمل وطموحا كبيرا وهدفا ساميا للوصول إلى أقصى مدى بأقصر الطرق وأقلها كلفة.
http://www.alriyadh.com/1954110]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]