أضحت مشكلة هروب العمالة هاجساً يؤرق الجميع، فمنذ اللحظة الأولى التي يقدم فيها صاحب العمل طلباً للحصول على عمالة منزلية، يفكر في نفس الوقت هل تستمر معه العمالة؟ وماذا يفعل حال هروبها؟ ففرحة وصول العمالة بالمطار، يبددها شعور القلق من الهروب المنتظر.
كثيرون أحصوا أسباب الهروب ومنها، عدم تحديد طبيعة عمل العاملة، وهو ما يوجب تحديد هل تم تشغيلها من أجل أن تكون جليسة أطفال أم من أجل الخدمة وأمور المنزل أم الاثنين معاً، ودرجة تأهيلها للأعمال التي تقوم بها من عدمه، والشكوى من سوء معاملة صاحب العمل وأسرته، وساعات العمل التي لا تتوقف ليلاً ونهاراً، وعدم تحديد نمط العمل، عدم وجود إجازة دورية، بالإضافة لضعف الأجر بالمقارنة مع طبيعة العمل، وأضيف إلى تلك الأسباب سبباً أكثر أهمية يتمثل في وجود شرائح من المواطنين يستحلون أموال نظرائهم، من خلال الاستيلاء على عمالتهم دون دفع مقابل، والسبب الآخر أن العامل أو العاملة سيهرب من سطوة صاحب عمل - من وجهة نظرهم - إلى صاحب عمل آخر تكون لهم الكلمة العليا.
إننا في مشكلة حقيقية تحتاج أن تتم دراستها بعيداً، مع ضرورة التخلي عن وجاهة وجود عاملات أكثر، كما أتمنى وغيري إزالة كلمة خادم وخادمة من قاموس العمل المنزلي، فتلك المفردة تحمل نظرة دونية لا يشعر بها إلا من ذاق مرارة سماعها في أذنيه ليلاً ونهاراً، على أن يتم تعظيم العقوبة على أي صاحب عمل اقتنص فرصة الحصول على عامل أو عاملة بدون أوراق نظامية، بدفع قيمة الاستقدام لصاحب العمل الأول متضامناً مع العمالة الهاربة، والنقطة الأخرى كيف يتم السماح للعمالة الهاربة أن تعمل سنوات مختفية، ثم تعود إلى بلادها آمنة مطمئنة دون مساءلة وتحقيق وعقوبة إن لزم الأمر؟
إن المشكلة اجتماعية وحلها اجتماعي أخلاقي، بضرورة فرض ميثاق عمل أخلاقي، من خلاله عدم قبول العمالة الهاربة تحت أي مسمى، ومنعها من دخول البيوت كما يحلو لها، إضافة لحل أمني رقابي رادع.
محمد الحيدر




http://www.alriyadh.com/1955354]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]