مزعجة أخبار التنمر والابتزاز، ومؤلم ما ينتج عنها من حالات نفسية يصل بعضها حد الانتحار. تصوير وتسجيلات يستخدمها المتنمرون للابتزاز. هل التعامل المناسب معها هو التجاهل؟ هذا بالتأكيد ما لا يرغب فيه المبتز، ولا يقدر عليه كل من يتعرض للتنمر والابتزاز.
التجاهل، كلمة سهلة أو نصيحة تقال لمن يتعرض للتنمر أو للابتزاز قد لا تتناسب مع حجم ونوع التنمر أو الابتزاز ولا مع شخصية الإنسان المتعرض للابتزاز، ولهذا السبب يكون الخيار الضروري هو التوجه إلى السلطات الرسمية القانونية إذا كانت الحالة تستدعي ذلك بدلاً من الإيذاء الذاتي.
حين أسمع أخبار من ينتحر بسبب التقاط صور شخصية واستخدامها للابتزاز أتساءل كيف يستسلم المستهدف بسهولة، لماذا لا يتجه للجهات المختصة، أو يتجاهل نشر الصور ليحرم المبتز من الشعور بالقوة والانتصار؟
في موضوع الابتزاز فإن الخيار القانوني هو الخيار الأول الضروري، وربما هو الخيار الوحيد. نصيحة التجاهل هنا تبدو غير منطقية.
موضوع التنمر له أبعاد تربوية ونفسية واجتماعية وقد يحدث في المدرسة أو في البيت أو في بيئة العمل، ولكل حالة تنمر ظروفها وأساليب للتعامل معها. في المدرسة يكون الخيار الأول للتعامل مع التنمر هو الحل التربوي مع المتنمر والمتنمر عليه، وحملة تثقيفية يشارك فيها الطلاب والمعلمون والمختصون والقانونيون عن مشكلة التنمر ومخاطرها وحلولها. قد يبدأ التنمر في مرحلة مبكرة من عمر الطفل، التعامل معه يجب ألا يتأجل سواء في البيت أو في المدرسة. التعامل مع التنمر بمنطق (إذا لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب) كما يفعل بعض الآباء والأمهات هو حل غير تربوي وغير حكيم ويترتب عليه نتائج سلبية عاجلة وآجلة.
سلوك المتنمر قد يكون نتيجة تربية غير سليمة أو تأثراً بخلافات أسرية. سلوك أساسه تربوي وحله تربوي وقائي بتوفير بيئة تربوية سليمة.
في بيئة العمل أنظمة ولوائح تتعامل مع حالات التنمر. التجاهل سيكون على حساب نفسية المتنمر عليه وسينعكس على أدائه وإنتاجيته وعلاقاته وتعامله مع الجمهور. التجاهل في هذه الحالة ليس حلاً. كيف يتصرف المتنمر عليه إذا كان المتنمر هو رئيسه؟ بالقانون، هذا هو الحل.
القانون في كل الحالات هو الحل بدلاً من تدمير الذات.
http://www.alriyadh.com/1955676]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]