في 8 أغسطس 2018 تشرفت بدعوة من وزارة الثقافة في بداية نشأتها للمشاركة بورشة عمل خاصة بقطاع الموسيقى، من أجل تحليل الصعوبات والتحديات في تلك الفترة، ووضع التصورات المستقبلية للقطاع لمساعدة الوزارة في وضع استراتيجية واضحة بهذا الخصوص، وذلك استكمالا للجهود المبذولة في قطاع الثقافة بهدف المساهمة بدعم برامج الرؤية كجودة الحياة والهوية الوطنية، وكان من ضمن المشاركين بالورشة عدد من المختصين أبرزهم الموسيقار الدكتور عبدالرب إدريس والأستاذ سلطان البازعي.
طرحنا العديد من التصورات والظروف التي كانت تحيط بهذا القطاع والعديد من الهموم الفنية والثقافية، ولأسباب خاصة اعتذرت عن الورشات الأخرى التي تمت دعوتي لها، ولكن لفت انتباهي الأسلوب العلمي بعقد هذه الورش وتفاءلت بصراحة بتحقيقها لنتائج جيدة مستقبلا، خصوصا أنها مع بداية نشأة الوزارة وأيضا كونها تناولت قطاعا حيويا ومهما وغير مُنظم للأسف وأعتقد ما زال.
بعد ذلك وفي عام 2020 تم الإعلان عن إنشاء 11 هيئة تابعة لوزارة الثقافة، تنوعت بالاهتمامات ومختلف المجالات، (هيئة الأدب والنشر والترجمة، وهيئة الأزياء، وهيئة الأفلام، وهيئة التراث، وهيئة فنون العمارة والتصميم، وهيئة الفنون البصرية، وهيئة المتاحف، وهيئة المسرح والفنون الأدائية، وهيئة المكتبات، وهيئة الموسيقى، وهيئة فنون الطهي)، ولكن بعد مرور تقريبا أكثر من عامين على انطلاقة هذه الهيئات، لا بد أن نتساءل عن الإضافات الحقيقية لها وهل حققت جزءا من الطموح، والسؤال الأهم وجود هذا الكم من الهيئات المتنوع أعمالها واتجاهاتها هل يتناسب مع المرحلة الحالية التي نعيشها، بمعنى أننا بالفعل نحتاج لتقييم للواقع الثقافي والاستفادة من الإمكانيات والدعم الذي يجده هذا القطاع، ووجود شخصية شغوفة ومحبة للثقافة على رأس هذا القطاع الحيوي تتمثل بسمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان.
أعرف أن قطاع الثقافة بالمملكة يمر بتحديات عديدة، ولكن كل يوم نقرأ ونتابع تطورات مهمة فيه، فقطاع الفنون قطاع مهم وحيوي، يحتاج بالفعل لجهود كبيرة وتنظيم أكبر، وقرارات مصيرية، من الظلم بالفعل أن نقارن هذا القطاع بأي مجال آخر تحت مظلة الهيئة، ولكن من وجهة نظري أن الأمر لا يعتمد على الاجتهادات والمجاملات وتشعب المسؤوليات بين جهات أخرى.
شخصياً أرى أن الطموح أكبر لنصل لمرحلة أن تكون لنا وزارة للفنون، وهذه أمنية وحلم وليس صعبا تحقيقه، وبالإمكان أن تكون حتى لو وزارة الثقافة والفنون، فلدينا نهضة فنية وإرث فني كبير، ليس من الصعوبة نجاحه وإبرازه، إذا تم التركيز عليه واختيار الكوادر المتخصصة بإدارته تحت إشراف سمو وزير الثقافة، التخصص مهم والتشعب غير مفيد، فأحيانا النجاح بالكيف وليس بالكم، تنظيم قطاع الفنون لدينا واستثماره بصورة احترافية يحتاج لجهود أكبر مع الجهود الحالية التي نقدرها ولكن وبكل مصداقية ليست بمستوى الطموح.
http://www.alriyadh.com/1956196]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]