حين نبحث عن سبب التضخم الذي يعم العالم اليوم وخاصة في الولايات المتحدة وأوروبا التي تعد معيارا ومقياسا للنمو العالمي اقتصاديا، نلحظ أنها وصلت لمستويات لم تصلها منذ أربعة عقود وتجاوزت 8 % ومرشحة للوصول إلى 9 % قريبا وفق المحللين، نجد أن السبب هو عوامل عديدة من بداية أزمة كورونا وما خلفته من توقف للإنتاج وشحه، وضعف سلاسل الإمدادات العالمية التي قلصت المعروض من السلع بصورة كبيرة "مثال أشباه الموصلات وغيرها"، والإغلاقات في العالم وخاصة في "مصنع العالم" الصين، التي أثرت بصورة جوهرية على الإنتاج العالمي من السلع، خاصة أن الصين تتبع سياسية "كوفيد صفر" وهي شبة مستحيلة ولكنها مستمرة في الصين هذه السياسية لليوم وما زالت تلقي بظلالها على اقتصاد العالم، ارتفاع أسعار الطاقة لأسباب كثيرة وأهمها الأزمة الروسية الأوكرانية والعود للحياة بعد كوفيد19، وحاولت الولايات المتحدة استخدام الاحتياطي النفطي لديها بمليون برميل يومي لمواجهة تضخم أسعار البنزين في أميركا الذي يلامس أو تجاوز 6 دولارات للغالون ولكن هل هذا الحل مؤسسي ونهائي؟ كلها حلول مؤقتة لن تجدي في حال اليوم الذي يعاني منه العالم "الركود التضخمي" رغم أن حجم الوظائف في الولايات المتحدة ومستوى البطالة متدنٍ ولكن التضخم مستمر ولا حلول جذرية سريعة لليوم.
التضخم هو الأكثر أزمة اليوم في العالم، وهو الكابوس المحيط بالعالم بأن يتسبب بتباطؤ اقتصادي وأن لا يكون بعيدا عن الركود ولا نقول الكساد الذي يعني حالة أزمة عالمية كبرى، وما زال الحديث عن تفاؤل بعدم الوصول لمرحلة الركود الاقتصادي، ولكن شبة يطل على العالم مع اشتداد واستمرار أزمات العالم كروسيا وأوكرانيا والأزمة مع الصين والولايات المتحدة بما يخص تايوان، وكوفيد 19 ما زال موجودا، العالم لن يخرج من هذه الأزمة الاقتصادية بمسكنات الفائدة فقط فهي لا تكفي، لأن العالم يعاني من مشكلة "إنتاج إمداد" وعدم وجود الوفرة، الذي هو أساس اقتصادي مهم يكبح كل ارتفاعات سعرية متوقعة أو حتى غير متوقعة لن يكون هناك جدوى لسعر فائدة يرفع في ظل شح الإنتاج هي ليست مشكلة وفرة سلع ومال بل هي مشكلة وفرة مال بلا سلع، فالفائدة تكبح وتحجم ولكن ليست بصورة كافية والمطلوبة، العالم يجب أن يعمل على رفع مستوى الإنتاج وأن يسهل وسائل الإمداد والشحن، ويرفع من طاقته ويكون هناك سباق في رفع الإنتاج وليس في سباق تسلح وحرب الروسية الأوكرانية التي رفعت من الأزمة لأزمة غذاء وحبوب أصبحنا نجد أيضا تداخلها مع الأزمة العالمية وهو التضخم، الحلول إنتاج كافٍ وأكثر إمدادات لا تتوقف بلا انتظار.




http://www.alriyadh.com/1956242]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]