لعل أشهر قصص الأنبياء في القرآن قصة موسى، ومن أبرز أوجهها البلايا التي أُرسِلت على فرعون لعله يرتدع، ومن هنا كان بلاء الجراد من أشدها عليهم، فمثل الضفدع فالجرادة كائن صغير يحتقره الناظر، ولكن إذا اجتمعوا كانوا قوةً ضاربة، فلما عادت زروع مصر وكَثُر الخير وفرحوا بها نزلت جيوش الجراد على المحاصيل فأبادتها.
هناك مشاهد تساعدنا على تخيّل ذاك المنظر، وقد تكوَّن مشهدٌ عجيب عام 1875م (1292هـ). هذه السنة كانت من موسم هاجم فيه الجراد مناطق كبيرة في الولايات المتحدة وبعض أجزاء جارتها كندا، والمعروف أن الجراد إذا هاجم المحاصيل الزراعية فإنه يُحدِث ضرراً بالغاً، وهذه الهجمة كما هو متوقّع أضرت المحاصيل وأخسرت الدولة، لكن ما يهمنا هنا هو حجم هذه الهجمة، فهذا القطيع الجرادي بلغ من العدد والضخامة شيئاً لا نعلم أنه مر مثله في التاريخ المعاصر، حتى إن هذا الجيش الجرار دخل موسوعة غينيس القياسية كأضخم هجمة جراد نعرفها.
كم بلغ حجمها يا ترى؟ حسب التقديرات فإن مساحة الجراد وصلت إلى خمس مئة وعشرة آلاف كيلومتر مربع أي قرابة رُبع مساحة المملكة، حوى هذا الجيش أكثر من اثني عشر تريليون جرادة (1 تريليون = مليون مليون)، وقارب وزن هذه الأمة العظيمة 28 مليون طن وهاجمت عدة ولايات في الغرب الأمريكي منها كولورادو وكانساس ونبراسكا، وكما نرى فهذا جيش مريع لا يكاد يتخيله العقل، وهذه الضخامة لها من الضرر ما يناسبها، فلما انتهى الجراد من التهامه المحاصيل الزراعية قُدِّر الضرر الذي لحق المزارعين بمئتي مليون دولار أمريكي، وأُسدِل الستار على نهاية هذه القصة الغريبة بعد 30 سنة بعد أن انقرض هذا النوع المدمّر من الجراد للأبد.
http://www.alriyadh.com/1957165]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]