يستقبل الأردن بشوق غدا الثلاثاء، ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد - حفظه الله - ليس بصفته أحد أبرز قادة بلدٍ مجاور ومحب للأردن فحسب، بل لرصيده الضخم من تحقيق إنجازات كبيرة على مستوى العالم في وقت قياسي.
الأمير محمد بن سلمان، مقدام بحكمة، جعلته يطلق برامج رؤية 2030 الطموحة، التي صنعت مجدا غير مسبوق للمملكة.. حتى أضحت محط أنظار العالم.
يستضيفه أخوه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي جعل من الأردن واحة الاستقرار في جوار ملتهب من الشرق والشمال والغرب، منذ توليه الحكم خلفًا لوالده الراحل الملك حسين عام 1999 وهو يعمل بصمت ومثابرة لبناء أردن جميل ومزدهر، وقد تحقق له ذلك بنجاح لافت، وأصبح الأردن محل ثقة البنوك الدولية والمؤسسات المالية العريقة.
العلاقات بين المملكتين الشقيقتين أنموذج خالد ومثال يحتذى للتعاون العربي، في شتى المجالات، وهي علاقات أخوية وقودها المحبة والمصالح المشتركة، ترتكز على أسس عصرية متينة؛ يتصدرها مجلس التنسيق الأعلى واللجنة الحكومية المشتركة ومجلس الأعمال السعودي الأردني ولجان الصداقة البرلمانية وغيرهما من المؤسسات المشتركة، إحدى ثمار هذه الجهود كان إطلاق شركة صندوق الاستثمار السعودي الأردني، المملوك لصندوق الاستثمارات العامة، الشركة وقعت مؤخرا اتفاقية استثمار وتطوير لتنفيذ مشروع استثماري في قطاع الرعاية الصحية بحجم استثمار يصل نحو 400 مليون دولار، ويتكون من مستشفى جامعي بسعة 300 سرير و60 عيادة خارجية ومبنى للرعاية الإسعافية، وجامعة طبية بسعة 600 مقعد، بمعدل 100 مقعد لكل عام دراسي.
كما وقعت نفس الشركة، مذكرة تفاهم بشأن مشروع السكك الحديدية الذي يربط العقبة بعمان، الذي يعد من أكبر الاستثمارات المقامة في الأردن على الإطلاق، في حال تم الاتفاق على تنفيذه. تزامنًا مع هذا المشروع النوعي أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، ومجموعة كابيتال بنك، أحد أكبر البنوك العاملة في الأردن والعراق والمنطقة؛ عن توقيع اتفاقية اكتتاب، يصبح الصندوق بموجبها مستثمراً استراتيجياً في المجموعة، حيث سيتم إصدار نحو 63 مليون سهم لمصلحة الصندوق عند إتمام الصفقة، وذلك بنسبة 23.97 % من رأس مال المجموعة بقيمة نحو 695 مليون ريال، ولا نغفل المشاريع الحيوية التي نفذها الصندوق السعودي للتنمية على مدى نصف قرن في الأردن وبلغت تكلفتها نحو 8 مليارات ريال، خصصت لبناء المدارس، الجامعات، المستشفيات والطرق، إن هذه الأمثلة تبرهن، بما لا يدع مجالا للشك، التزام السعودية الراسخ بالوقوف إلى جانب شقيقها الأردن دائمًا.
تاريخ العلاقات بين البلدين يعود بنا إلى نحو قرن مضى. فقد تبادلت حكومتا المملكة العربية السعودية وإمارة شرقي الأردن الاعتراف المتبادل في مارس عام 1933م، من خلال برقيتين تبادلهما الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن والأمير عبدالله بن الحسين (آنذاك) - طيب الله ثراهما -، وعلى إثر الاعتراف المتبادل شرعت الحكومتان السعودية والأردنية بمباحثات نتج عنها عقد معاهدة صداقة وحسن جوار لتنظيم العلاقات والتعاون بين البلدين وتنظيم الحدود بينهما.
وضعت المملكة العربية السعودية عام 1967 جميع القوات العسكرية في شمال المملكة، تحت تصرف القيادة الأردنية، التي كانت تلك القوات تضم 55 ألف جندي سعودي في ثمانية أَلوِية، في حين جهزت السعودية أكثر من 20 ألفًا، كانت جميعها قد حُشدت على شمال خليج العقبة بحلول 24 من مايو 1967، شارك فريق من المظليين التابعين للحرس الوطني ضمن القوات السعودية. في 22 يوليو 1967 (بعد النكسة)، أعلن الملك فيصل بن عبدالعزيز تأكيده وضع «جميع موارد بلاده» تحت تصرف الأردن في حربه ضد إسرائيل، كما تركت السعودية جميع ما تمتلكه من طائرات «هوكر هنتر» في عهدة سلاح الجو الأردني، وبقي عدد من القوات السعودية في الأردن لنحو 10 سنوات بعد ذلك، سُمُّوا لاحقًا بالمرابطين مارسوا مهامهم العسكرية حتى أُعلن انتهاؤها في العام 1975.
اذا كان أباؤنا رابطوا، حاملين البندقية لمساندة إخوانهم نشامى الأردن، فنحن أيضا مرابطون حاملون سلاح المعرفة والاقتصاد لمساندة أهلنا في الأردن، بروح متفائلة يقودها الأمير محمد بن سلمان لمستقبل مليء بالفرص الواعدة، يأتي في مقدمتها مشاريع مدينة نيوم العملاقة التي ترحب بمشاركة الأردن نجاحها.
*سفير خادم الحرمين الشريفين في الأردن




http://www.alriyadh.com/1957378]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]