في وقت مبكر من تأسيس المملكة، حرصت الحكومة على تفعيل مشاريع الخير في أرجاء البلاد، وسخروا لها كل ما تحتاج إليه، لوصول الفائدة إلى أكبر عدد من المستحقين، ولم تقتصر أعمال الخير على القطاع الحكومي، وإنما شاركه القطاع الخاص، الذي لم يتردد في تعزيز برامج خدمة المجتمع، والإنفاق عليها بسخاء، مستغلاً ما يتمتع به من مساحة كبيرة تمكنه من التحرك في الأوساط الاجتماعية، والتعرف على مشكلاته واحتياجاته.
وتواكب مشاريع الخير طبيعة المجتمع السعودي وتركيبته الثقافية والاجتماعية والدينية، المحبة لعمل الخير وتقديم التبرعات والصدقات من زكاة الأموال لمساعدة المساكين والفقراء وأبناء السبيل وعمارة المساجد والتعليم والصحة وتدريس القرآن وعلوم الدين وغيرها.
وإذا كان ما سبق ينطبق على مؤسسات وشركات كثيرة تابعة للقطاع الخاص، فهو يتجلى بأوضح صورة في برنامج مصرف الراجحي لرعاية الايتام التعليمي، الذي أعلن عنه المصرف مؤخرا.. بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.
بنظري البرنامج مبادرة غير مسبوقة، سواء في أهدافها الإنسانية والنبيلة، أو في المخصصات المالية التي أعلن عنها المصرف، وربما لهذا السبب، تستحق أن تكون مميزة وفريدة من نوعها، تعزز من متعة الحياة، وتجلب السعادة للمبادرين بها، لإحساسهم أنهم يصنعون الخير الذي يحتاجه الناس بالفعل، ولم يلتفت له الكثيرون.
ميزة المبادرة وانفرادها، تنطلق من معلومة مهمة، وهي أن نسبة التعليم الجامعي للأيتام الطبيعيين وفاقدي السند قليلة جداً، وبناء عليه، قرر المصرف معالجة الأمر بتلك المبادرة، التي يتكفل معها بالرسوم الدراسية لمرحلة البكالوريوس في الجامعات الأهلية لجميع الأيتام من ذوي الظروف الخاصة في المملكة، الذين لم يتسن لهم القبول في الجامعات الحكومية.
ولا تختلف تلك المبادرة عن مبادرات مصرف الراجحي ذات الأثر المستدام على المجتمع، إذ رأى المصرف أن من حق الأيتام وفاقدي السند الحصول على فرص التعليم الجامعي، وإثبات الذات في بيئات العمل، ومن هنا، لم يبخل المصرف على تنفيذ المبادرة على وجهها الأمثل، عندما جعل مدتها سنة دراسية، تجدد كل عام حتى خمس سنوات قادمة، وخصص لها ميزانية للسنة الأولى تتجاوز 13 مليون ريال، ويستفيد منها قرابة 150 طالبا وطالبة في مختلف مناطق المملكة سيدرسون في أفضل الجامعات الاهلية.
ومن هنا.. أقول إن هذه المبادرة، بهذه الأوصاف والمزايا الكثيرة، تعد أكبر مبادرة اجتماعية تعليمية على مستوى المملكة، وتندرج ضمن أكبر وأهم برامج المسؤولية الاجتماعية الكبرى في المصرف، التي تستهدف المستدامة وتطبيق أعلى معايير الحوكمة، كما أنها تتماشى مع أهداف المصرف، بالتركيز على القطاعين الصحي والتعليمي، كونهما من ركائز رؤية المملكة 2030 وكذلك لتماسهما المباشر مع مختلف شرائح المجتمع.
ولم يكن لتلك المبادرة أن تُبصر النور، لولا الدعم الدي تحظى به منظومة العمل الخيري، من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهد الأمين، إلى جانب الرؤية المستقبلية لمعالي وزير الموارد البشرية، وحرصه الاستثنائي على تفعيل البرامج والمبادرات الخيرية، ذات الأثر الإيجابي على أفراد المجتمع.
أخيرا من واجبنا كما نقول للمحسن أحسنت.. أن نقول أيضاً للخير بوركت.. شكرا لمصرف الراجحي بادرة شرف خدمة الأيتام.




http://www.alriyadh.com/1958173]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]