أن يتأجل حسم لقب الدوري السعودي إلى آخر جولة، وأن تتأجل هوية الهابطين الثاني والثالث إلى آخر جولة في صراع يضم 7 أندية، وأن يبقى الدوري إلى آخر جولة حديث كل الناس، شاغلًا للعقول، حابسًا للأنفاس؛ فهذا يعني أنَّه الدوري العربي الأهم والأعظم بعيدًا عن كل ما يمكن أن يُقال عن مشاكل الجدولة والتحكيم والنقل وأداء رابطة الدوري ولجان اتحاد القدم!
الفضل في هذا بعد الله للقيادة - حفظها الله - التي رفعت مستوى الدوري وصهرت الفوارق الفنية بين أنديته الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، بدعمها السخي للجميع، ما ساعد العديد من تلك الأندية بشيء من حسن الإدارة والتدبير ودقة الاختيار على رفع مستوى عناصرها وأجهزتها التدريبية، وساعدها على أن تكون ندًا للأندية الجماهيرية ذات الملاءة المالية، وأن تقضي تمامًا على ظاهرة المباريات المحسومة مسبقًا، أو مباريات الطرف الواحد؛ والتي كانت بمثابة استراحة ونزهة للأندية الكبيرة، وصار من المستحيل أن تجزم بنتيجة مباراة قبل بدايتها، وهو السبب الأبرز في وصولنا إلى هذه الجولة التي أعتقد أنَّها الجولة الأكثر إثارة في تاريخ الدوري السعودي!
لا أنسى أن أقدم شكري للباشا رامون دياز الذي استطاع أن يجعل هذه النسخة من الدوري النسخة الأكثر إثارة، بعد أن كانت المؤشرات في زمن سلفه جارديم توحي بأنَّها قد تكون نسخة أقل إثارة على صعيد الصراع على اللقب، وكان من الممكن لو أنَّ قدوم الباشا تأخر أكثر أن يحسم الاتحاد اللقب قبل نهاية الدوري بعدة جولات، وربما كان يمكن للاتحاد أن يكسر رقم الهلال الذي حسم اللقب في موسم 2010 مع البلجيكي إيريك جيريتس قبل نهاية الدوري بأربع جولات؛ لكن قدوم دياز حرم الاتحاد من أن (يَفْرَح) مبكرًا، وبالسهولة التي ظنَّها الاتحاديون!
على صعيد الصراع على اللقب لا يزال الهلال هو الوحيد الذي يستطيع أن يأكل بيده، فالفوز على الفيصلي بأي نتيجة يمنحه اللقب بغض النظر عن نتيجة الاتحاد والباطن، بينما سينتظر الاتحاد فزعة تاريخية تعيده إلى اللقب بعد غياب 11 عامًا، أمَّا على صعيد الصراع على الهبوط فالأمر أصعب وأكثر تعقيدًا، لكنَّ كل العيون ستتجه إلى (الملز) لمشاهدة الأهلي الذي تنتظره أمام الليث المتربص أخطر وأهم ليلة في تاريخه، ليلة لن تغادر ذاكرة الأهلاويين إلى الأبد، ليلة أشبه ما تكون بـ(أحلام العصر)، بل هي الكوابيس التي ربما تنتهي بهم لنظارات الشمس ومباريات العصر!
غدًا (حابسة الأنفاس)، جولة لا تحتمل أي أخطاء تحكيمية مؤثرة كالتي حدثت في الجولة قبل الأخيرة التي شهدت إلغاء هدف صحيح للهلال أمام الفتح، وتجاهل جزائية صريحة للاتفاق أمام الاتحاد ارتدت إلى هدف اتحادي ثالث حوَّل النتيجة من (2-2) إلى (3-1)، وهو خطأ (قد) يمنح الاتحاد بطولة الدوري و(قد) يقود الاتفاق إلى دوري (يلو)، وأتمنى أن تخلو (حابسة الأنفاس) من أي خطأ تحكيمي مؤثر قد يغير مسار البطولة، أو يقود فريقًا إلى الهبوط، أما من أراد أن يكسب اللقب أو ينجو من الهبوط فعليه أن يقاتل إلى آخر لحظة، وأن يهزم كل الظروف، ويتجاوز كل الضغوط، وأن يكون أقوى من أخطاء الحكام، وأقوى من كل العقبات والعقوبات!
http://www.alriyadh.com/1958409]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]