هل نعاني من هوة واسعة بين الشباب والكهول؟ وهل هناك اختلاف فكري ثقافي اجتماعي بين الجيلين؟!
قد يبدو للوهلة الأولى أننا امتداد واحد في جميع أجزائه متشابه، نصرح بذلك ونقرّه.. إلا أن الحقيقة أن هناك فارق كبير في التوجه والأولويات والمتطلبات وحتى العادات وما يذهب إلى الأخلاقيات المجتمعية من حيث الإيمان بها والاستمرار عليها.
الأمر أشد وضوحاً من حيث أن الجيل الحالي بين 18 و30 عاماً مختلف في أشياء كثيرة حتى نسق العادات التي ظلت مسيطرة على مجتمعنا ومن الصعب تغييرها قفز عليها وباتت لديه من الماضي، هو جيل يعيش المتغيرات المتسارعة، لذا هو يميل إلى الانفلات مع إدراكه الحقائق مباشرة سواء التي تخص مجتمعه الصغير أو الكبير أو أي موطن آخر في العالم. أهدافه وتوجهاته أصبحت واضحة المعالم إلا أن بعضها يضيع وسط التسارع لمسابقة الزمن!
جيل الكهول، من هم فوق الخمسين، هو من عاش كل المتغيرات على أفضل ما يكون، لذا هو يرى في الثبات على كل ما هو قائم مرتكزاً للعبور نحو الأفضليات، يدرك المتغيرات للجيل الجديد ولا ينكرها لكنه لا يفضلها، ومعظم جيل الكهول من المتدين إلى الليبرالي عاش المتغيرات الفكرية التي عصفت بهذه البلاد من جهيمان وأفغانستان ووطأة حربي الخليج، أي أنه خرج من الأزمات وهو أكثر قلقاً وخوفاً، لذا يفضل أن يستمر ما هو عليه.
قد يكون هناك جيل ضائع بينهما، ويا قلقي على هذا الجيل! فهو استزاد من كلا الطرفين ما يقويه وحتى ما يقلقه ويشتت ذهنه، وهو الجيل الذي وعى مع مطلع شبابه على الانقسامات والتيارات الفكرية الجديدة والنزاع بين القديم والحديث، بدأت مسيرته بالمتغيرات المجتمعية وبدء القلق الوظيفي والمعاناة مع الإرهاب الذي بات يضرب في كل مكان، ومر بالمتغيرات الدولية الصعبة فعاش القلق خارجياً وخليجياً، وأخذ ثقافة الثبات من الشيبان وتعلم النزوع إلى الانفلات كما الشباب الجديد، لذا فهو سن متغير، لكن يبدو لي أنه صاحب قرار وجرأة!
بين هذا وذلك لنعترف أن هناك أزمة بين جيلين في الفكر والتوجه والتعامل مع الأمور القائمة محلياً ودولياً.. وما يهمني هنا أن توجهنا الأكبر عبر الرؤية العظيمة يخص الاهتمام بالقدرات الشبابية بالعمل على منحهم آفاقاً أكبر سواء في تحمل المسؤولية في قطاعات الدولة أو من خلال تكثيف البرامج الإبداعية الخاصة بهم في كل مجال، رؤية تخلصهم من التبعية والظلية اللتين كانتا تحدد مسيرتهم طوال عقود مضت مما أنتج أجيال وجلة خائفة لا تقتحم، والأهم في القول هنا الانتفاع من جيل الشباب كقوة أولية أساسية في تحقيق الإصلاح الجذري الذي تنشده رؤية السعودية 2030.
ختام القول التأكيد على أننا أجيال متراصة متعاضدة أصبحت أهدافها الحالية والمستقبلية واضحة بعد زمن من الضبابية، والأهم أنها تتفق على أن صناعة المستقبل ستتم بسواعد الشباب وأفكارهم.




http://www.alriyadh.com/1959426]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]