تكتسب مملكتنا الغالية الأهمية والدور المؤثر المستحق على الساحة العالمية نتيجة لما يمثله حضورها من ثقل اقتصادي وتواجدها من تأثير سياسي محوري نتيجة حسن سياساتها الاقتصادية الحكيمة التي توازن بين المصالح الوطنية والاحتياجات الخارجية وتدعم استقرار الأسواق العالمية؛ وكذلك لدورها الدبلوماسي المحوري الملموس ولمواقفها وقراراتها السياسية المتزنة والقائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الغير وتدعم تحقيق الأمن والسلم الدوليين؛ وأيضاً لما يتسم به الوطن من حضور وجزالة في العطاء الإنساني يقوم على مد يد العون وتقديم المساعدة إلى كل محتاج في جميع أنحاء العالم ودون تمييز؛ هذا فضلاً عما تحظى به بلادنا بلاد التوحيد ومهبط الوحي من مكانه عالية ومنزلة رفيعة وقيمة روحانية لدى كافة المسلمين في كافة أرجاء المعمورة باعتبارها حاضنة للحرمين الشريفين وقبلة المسلمين.
زيارة فخامة الرئيس الأمريكي في الأيام القليلة القادمة للوطن ولقائه بخادم الحرمين الشريفين -أيده الله- وبصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله- وكذلك حضور القمة المشتركة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي بحضور عدد من قادة الدول العربية الشقيقة، تشكل تأكيداً وتتويجاً واعترافاً بالدور الريادي المشهود لمملكتنا الغالية وتقديراً لجهود قيادتها الحكيمة، والملموسة سياسياً، وإنسانياً، واقتصادياً. ففي مقال يعكس أهمية تلك الزيارة والعلاقات الاستراتيجية المتينة والمشتركة وأهمية تطويرها بما يخدم مصالح البلدين, كتب الرئيس الأمريكي مقالاً في صحيفة (الواشنطن بوست) وأشاد فيه بالدور المحوري للمملكة عالمياً وأثنى فيه على ما قامت به من جهود تصب في المحافظة على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي، وما قدمته من دعم لا محدود لتعزيز الهدنة في اليمن، ومن جهود تدعم استقرار أسواق النفط العالمية؛ وأكد فخامته على أن الغرض من زيارته واجتماعه مع عدد من قادة الدول العربية يهدف لوضع حلول لمواجهة التحديات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط إجمالاً وما يفرضه المشروع الإيراني النووي ودعم الجماعات الإرهابية من مخاطر تؤدي إلى زعزعة الأمن والسلم الإقليمي والدولي على حد سواء.
ولهذا نقول إن المكانة العالمية والسياسة المؤثرة للمملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- وصولاً إلى هذا العهد الميمون وملخص جوهرها سياسة خارجية محورية وعلاقات دبلوماسية متزنة وحضور عالمي مؤثر سبق أن بين أساسه خادم الحرمين الشريفين -أعزه الله- قائلاً بأن «مكانة المملكة العالمية ترجع لمكانتها العربية والإسلامية، ولأدوارها المحورية في السياسة الدولية، والتزامها بالمواثيق نحو إحلال الأمن والسلام والاستقرار والازدهار»؛ بينما يرتكز أساس فلسفة سياستها الخارجية على ما سبق أن ذكره صاحب السمو الملكي ولي العهد بأنه محكوم بمصالح وحفظ أمن المملكة.




http://www.alriyadh.com/1961411]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]