ابتهجت حائل قبل أيام بمقدم أميرها المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز من رحلته العلاجية، وكان في استقباله وراعي حفله نائبه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن مقرن بن عبدالعزيز، فاحتفت به حائل بكل الحب، واحتضنته بكل الشوق، حائل التي مذ غاب عنها، كأنما غاب عنها الأنس، وافتقدت لشيء من بريقها وجمالها، ها هي اليوم (بنت القصيد)، و(أخت الجبال)، وموئل الجود والكرم، تلتقي بسيدها الذي اشتاقت له، واشتاق إليها، ها هي تعانق عاشقها الذي أحبها وأحبته، كانت عودته إليها كعودة المطر بعد طول انقطاع، وكالعيد يزهو بالأنس والاجتماع، فاستبشر الناس بِطَلّته، وعاد لهم الفرح بوصولهِ وعودته، فلكم حَنّتْ له جبالُ حائل ورمالُها، وغنّتْ له سهولُها ووديانُها، وخَفَقَتْ له طرباً قلوبُ صغارِها وكبارِها.
الأمير المحبوب الذي يلقّبه الحائليون (وجه السعد)، ما زال وجهُ سعدٍ عليهم منذ أن أن كتب رسالته البهيّة، بحروف نَدِيّة، وعبارات وفيّة، بعد الثقة الملكيّة، حين قال: «إلى كل من انتمى وسكن وعاش ومرّ في، وبين، على تراب المسك، ونسمات الورد، وجبال العود، وغيوم البخور، وشمس الحب، إلى حائل بل كل حائل، بجميع تكويناتها، بشموخ جبالهم، وأنفة رمالها، إلى جذوع الغضى، وأغصان الأرطى، إلى أجا وسلمى، والسمراء والرعيلة، إلى حبران، وعرنان، وكباد المسمى، والخرم ورمان، إلى الطوال والعليم وأم سنمان، إلى دهام، والخادر، وحبشي، إلى الأشيهب والعنيتيت، والحَرّة، إلى كل أهلي، إلى كل من أسكنني حبّاً بقلبه، وأسكنته عشقاً بقلبي.
رسالة من بعد المسافة، ومن قرب المشاعر التي جعلت كل الكون طرقاً لها. لم أحس أن للقلب يدين إلا اليوم، وللعيون شفاه إلا الآن. لقد اجتمعنا طيلة السنوات الماضية على المحبة، وسيجمعنا عليها المستقبل إن شاء الله. لو كان للضلوع أبواباً لفتحتها في هذا اليوم لتشاهدوا مكانكم في القلب. كلنا للمنطقة، وكلها لنا، يدي ممدودة لكل مصافح ومساند، فمنطقتنا تستحق ذلك وأكثر. ساعدوني، آزروني، فكلنا في حب حائل سواء، ولا مكان للمزايدة في حب من نحب؛ لذا لا مكان لحائل القلب إلا القلب حائل».
هكذا انتهت رسالة سموه اللطيفة، تلك الرسالة التي جعلتني أقول شعراً في مناسبة ماضية عن مشاعر حائل وأهلها نحو سموه، وسمو رسالته الجميلة:
وفيهم (وجهُ سعدٍ) قد تجلّى / كبدرٍ ساطعٍ وسط الظلامِ
أميرٌ يحملُ الأشواقَ عنهم / ليمضيَ نحو تحقيق المَرامِ
بدأتَ العهدَ في نصٍّ رقيقٍ / رسالة عاشقٍ كالمُستهامِ
ودبّجتَ الحروفَ بها وفاءً / فأنصفتَ البريّةَ في الكلامِ
عَطَفتَ على الديارِ وساكنيها / وفصّلتَ المواضعَ باهتمامِ
حَنَوتَ على الجميعِ وقلتَ: (أهلي) / وأسديتَ المحبةَ بانتظامِ
فهل ينسى التواضعَ منكَ أهلٌ / تبادلهم صنوفَ الاحترامِ؟!
أدام الله على سموه الصحة والعافية، وجعله ذخراً وفخراً، وحفظ الله سمو نائبه أميرنا الودود المثقف، لما فيه الخير والنماء، وحفظ الله لنا مملكتنا الحبيبة، وقائد نهضتها، وباني مجدها، وعزّها، والدنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وحفظ الله لنا سمو ولي عهده الأمين، أميرنا العزيز، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، صاحب الرؤية الطموح، والعزم القوي، والهمة التي تعانق عنان السماء.




http://www.alriyadh.com/1962861]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]