سؤال يهم الكثيرين، الكل يتمنى أن يكون ناجحا بكل أمر، ولكن أمام الكاميرا مهما بلغنا فإننا ضعفاء ونخاف وهذه حقيقة، لذلك البعض يعد التدريب هو الحل، والبعض الآخر ممن يتولون مناصب قيادية بالقطاع العام أو الخاص استسلم، وأوكل المهمة على مضض لما يعرف بالمتحدث الإعلامي وجعله واجهة أمام الكاميرا والناس.
هل الكاميرا بالفعل بعبع أو أمر يستحق الخوف، أم أن الأمر ناتج بالمقام الأول عن ثقة بالنفس وثقة بالإمكانيات، أعرف مسؤولا كان يخاف حتى صورته تظهر للإعلام، حتى لو كان الأمر مرتبطا بالمنشأة التي يعمل بها، خوف غير مبرر أو بمعنى أدق، مرض إعلامي، وهذا تفسيري له، كثير من القيادات يهابون الإعلام بأشكاله، لك الحق في ذلك ولكن الإعلام مهم ووجودك فيه مهم وظهورك مهم إذا كنت بموقع المسؤولية، وليس لك عذر ألا تكون بالواجهة الإعلامية، المصيبة الكبرى أن البعض يعد الظهور الإعلامي بسيطا ولا يحتاج كل هذا التضخيم، وينكشف مع أول تجربة، والقصص كثيرة لمن فقدوا وظائفهم ومناصبهم بسبب هذه الثقة الزائدة والكارثية بكل ما تعنيه الكلمة.
هل الأمر يحتاج لتدريب، شخصيا بحكم ظروفي العملية حضرت الكثير من الدورات الإعلامية ولشركات عالمية في مجال العلاقات العامة والإعلام لمسؤولين تتطلب مناصبهم الظهور الإعلامي بين فترة وأخرى، لأهمية هذا الحضور لطبيعة مهامهم وليس الأمر متعلق بالأمور الشخصية أو ما نطلق عليه إعلاميا "التلميع الإعلامي"، لاحظت بصراحة أن الأمر ليس مجرد دورة تدريبية أو تجهيز نفسي أو نظريات، الأمر يتعلق بتكوينك الشخصي وثقتك بنفسك وبمن حولك، وخاصة بمن يعملون معك، فعدم الثقة بهم ستزيد من المشكلة وتجعلك غائبا إعلاميا ومرتبكا ومن دون مبالغة خائف إعلامياً، وهذه إشكالية وعيب إذا ظهرت عند أي مسؤول يحتاج أن يتواصل مع الناس.
الأمر هذا ينطبق وبصورة كبيرة على من يظهر عبر القنوات الفضائية ويتحدث وخاصة بالأمور السياسية، فحساسية الأمر تجعلنا نخجل في كثير من الأحيان بظهور البعض في قنوات هدفها الاصطياد بالماء العكر، وتجد من تم وضع تعريف أنه محلل سياسي أو أي مسمى يساهم عن حسن نية في عدم إقناع القناة أو المشاهدين من غير السعوديين، فيكون الطرح نتيجته سلبية، ما عدا عدد قليل من المحللين السعوديين الذين كان حضورهم مميزا ومرتكزا على معلومة ومعرفة والأهم أنهم يعتمدون على تجربة إعلامية ثرية وكبيرة، وللإنصاف أجد نفسي مستمتعا ومرتاحا عندما يكون الحوار السياسي مع الزميلين توفيق الخليفة وعضوان الأحمري على سبيل المثال، كونهما يعرفان جيدا الكواليس الإعلامية لأنهما ببساطة مارسا الصحافة ويعرفان أسرارها، مع تقديري للكثيرين، لذلك نحتاج الكيف بمن يمثلوننا وليس الكم وهذه المعاناة التي نعيشها.
http://www.alriyadh.com/1964291]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]