كثيرة هي الإشارات التي تستخدم كرموز عوضا للتخاطب المباشر، وهذه الإيماءات والحركات ليست بالضبط كتلك التي تسمى علميا بلغة الإشارة.. لأنها علم منفرد بذاته يقوم على أسس وركائز خاصة تدرس، حيث تفهم بشكل واضح ويتم منح دارسيه شهادات معترف فيها، لغة التواصل غير الصوتية التي يستخدمها ذوو الاحتياجات الخاصة سمعيا «الصم» أو صوتيا «البكم».
لكن ما أقصده اللغة الخاصة التي تتم بين إثنين أو واحد ومجموعة أو العكس يتم الاتفاق فيما بينهم بحركات وإيماءات متفقة وبدلالات محددة ذات توقيت دقيق، وذلك لتوصيل المقصد بشكل احترافي سواء بالفعل الحركي أو خلافه، والأمثلة عليها كثيرة.. مثلا في الوسط الغنائي والموسيقى وتحديدا عند المايسترو الموسيقى أو -قائد الفرقة الموسيقية- الذي يعتمد في توجيه وضبط النغمة الموسيقية بين العازفين بشكل إبداعي، ومنها ما يحدث توافق بين الأصوات والنوتات الموسيقية المختلفة كـ»الباس والوتريات وآلات النفخ والايقاعات وخلافهم».. ناهيك عن الحوار الآخر الذي يتم مع المطرب الذي يكون على تواصل مع المايسترو طوال الوصلة الغنائية أهمها عند البدء والإيقاف ثم التكرار لبعض الجمل خاصة في فترات الموال والاطالة حسب المطرب.
وبطبيعة الحال لابد أن نذكر هنا أيضاً اللغة التي تتداول بين نجوم الدراما عند تجسيدهم الأدوار الدرامية التي تتطلب تنفيذ الخطط الهجومية البوليسية أو المداهمات ضد العصابات وخلافه حسب العمل التمثيلي.
كذلك الحال في لعبة كرة القدم يتم التواصل بين اللاعبين بلغة خاصة لن يفهمها سواهم لأنها تتم فيما بينهم باتفاق وتدريب خاص حتى أن لاعبي الخصم لن يفهموها عند الفريق الثاني، لذلك ينتج منها غالبا إحراز وتسجيل الأهداف التي تأتي في غفلة وسرعة بديهة بين اللاعبين وبتعاون جماعي تسكن الكرة داخل الشباك، لأنها تمت من خلال تواصلهم بلغتهم الخاصة وإيماءاتهم الحركية السريعة.
وخلاصة القول بأن اللغة الخاصة تعتبر أحد الفنون التي يبتكرها الإنسان الذي لا يقف عن الابتكار لطالما عاش وهذه طبيعته الذي خلقها الله فيه.
http://www.alriyadh.com/1965824]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]