إذا كانت مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية كموقع متوسط وقيمة ونهضة، وعِلْم، وعَلَم، وأماكن حصينة، ونطق ومنطوق صوت يتجلى في السماوات العالمية والعربية، فإن جريدة «الرياض» عاصمة فكرها، ولسانها، وحالها وأهلها، وحديقتها الخلفية التي تنبت منها وتتجمع فيها أزاهير كلها فيض مقتطف من فكرها وآمالها، وطموحاتها، وفلسفتها، وواقعها الاجتماعي المعنوي والمادي والاقتصادي والسياسي أيضاً، محلياً وعالمياً. ولذلك باتت جريدة «الرياض» الصوت الرصين بأطيافها المتعددة من مفكرين وسياسيين واجتماعيين واقتصاديين كصوت محلي وعالمي، صوت ينطق بالآمال والطموحات والسلام العالمي، صوت الإنسانية التي تأسست عليه؛ صوت يتطلع دائماً لما هو أفضل، وصوت يعكس كل ما هو على الساحة العربية والعالمية بحب وسلام، في حرية رأي منضبطة في ضوء الحرية المهنية المسؤولة، وبذلك أصبحت صوت التنوير الذي يتفاعل مع المشكلات التي تطرأ على المجتمعات ليس على المستوى المحلي فحسب بل العربي والعالمي وبكل المقاييس.
«الرياض» هي في كلمتها وفي مجملها وفي معناها ومصطلحها تعني أزاهير الفكر والسياسة والنقد والرأي، والرأي الآخر، وبذلك اختير لها اسم الرياض نسبة لعاصمة المملكة، واصطلاحاً لكل فكر تنويري ينشر بها، لتكون كذلك حاضنة الفكر والرأي أيضاً، ليتلاقح المعنى مع ما تعج به هذه العاصمة من رؤى وحراك فكري، ومن تقدم ونهضة وإصلاح وتغيير، ومن نقد تحليلي وتفسيري، ومن رأي يتقبل الآخر ويحترمه ولا يتصادم معه.
ومما لا شك فيه أن الحراك الفكري والمادي والاقتصادي وحتى السياسي الذي طرأ على الواقع الاجتماعي السعودي الذي يعكس رؤية سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين محمد بن سلمان -حفظهما الله-، كما يعكس الآمال والطموحات بأن تكون المملكة في مصاف الدول العالمية بكل ما يقتضيه العلم والفكر في العالم الجديد، في هالة من التمسك بالعقيدة، والعادات، والتقاليد، والأعراف العربية والدولية؛ وهي معادلة صعبة لكنها استطاعت وبكل اقتدار.
ولذلك نجد أن الأفكار والرؤى والكلمات والكتابة وألسنة الأقلام في جريدة «الرياض» تتقلب بين هذا وذاك، متطلعة إلى اللحاق بهذا الركب سريع الوثبات، نحو رؤية 2030، وكلنا معاً لنجري تحقيقها.
جريدة «الرياض» هي صوت وصورة، هي كلمة صدق مخلصة، وفعل ورد فعل، هي لسان ناطق لكل جوانب الكلمة والرأي؛ هي ملتقى كُتاب منتقين من قِبل قيادة الجريدة برمتها كمؤسسة ورئاسة تحرير ومحررين، فهي عمل جماعي غير منفرد برأي أو تسلط أو إملاء على أحد؛ فلكل كاتب له أن يكتب ما يراه في ضوء حرية مشروطة بالقيم والأخلاق وقبول الآخر بحسب أخلاق كبار الكتاب والمفكرين، بلا تصادم أو نعرات فردية مثيرة للرأي العام بلا عمق أو تأدب.
ومما يجب الإشارة إليه أن جريدة «الرياض» كان لها السبق بأن يكون كل كوادرها سعوديين، ليس من أجل الشوفونية أو الإقصاء وإنما ليكون صوتها دون غيرها سعودياً يحمل معنى اسمها الذي تأسست عليه بما في ذلك صوت المرأة، يتجسدون كلهم ويجسدون هذا المبنى الكبير بمؤسسة اليمامة والذي تأخذ منه رسوخها كرمز فكري راسخ وشامخ بهيكله ومطابعه وموقعه الذي يتوسط مدينة الرياض كفكر وسطي غير متطرف أو جانح، فهم بذلك يعكسون هذا الحراك الدولي والعربي والمحلي بكل جوانب الفكر التي يتوجب على كل مؤسسة عريقة أن تتحلى به في ضوء ما نراه اليوم من بعثرة فكرية أو غير موضوعية أو حتى فردانية لا تلوي على شيء سوى التمظهر لمجرد الإثارة فحسب.
قد تكون شهادتي مجروحة بهذه الجريدة الكبيرة والعريقة، كوني من أحد منتسبيها، لكن مهنتي وتخصصي كناقدة متخصصة جعلني أحلل وأفسر هذا المعطى الذي بين أيدينا دون مواربة وبصدق وأمانة حقة؛ لأننا كلنا سنذهب وستبقى «الرياض»، وستبقى كلماتنا بها أسطر لا تُمحى، لها ما لها وعليها ما عليها. وكلنا -كسعوديين وكتاب- يطمح أن يكون كاتباً في جريدة «الرياض» لما تحمله من مصداقية ومن شرف الكلمة، بالإضافة إلى كونها أول جريدة يومية تصدر باللغة العربية في عاصمة المملكة العربية السعودية، حيث «صدر العدد الأول منها بتاريخ 1 /1 /1385هـ الموافق1 /5 /1965م بعدد محدود من الصفحات، واستمر تطورها حتى أصبحت تصدر في 52 صفحة يومياً منها 32 صفحة ملونة، وقد أصدرت أعداداً بـ80-100 صفحة، وتتجاوز المساحات الإعلانية فيها (3) ملايين سم/ عمود سنوياً، وتحتل حالياً مركز الصدارة من حيث معدلات التوزيع والقراءة والمساحات الإعلانية بالمملكة العربية السعودية، حيث يصل معدل التوزيع أكثر من 150٫000 نسخة يومياً داخل المملكة وخارجها، ويحررها نخبة من الكتاب والمحررين، وهي أول مطبوعة سعودية تحقق نسبة (100 ٪) في سعودة وظائف التحرير. ويعمل بـ»الرياض» أكبر عدد من الموظفين المتفرغين على مستوى الجهات الإعلامية في المملكة بشكل يفوق الثلاثة أضعاف عن أقرب جهة إعلامية سعودية منافسة لها، كما يعد موقع «الرياض» الإلكتروني alriyadh.com (تأسس عام 1998م) أحد أبرز وأكبر المواقع الإعلامية على شبكة الإنترنت، ويحظى بمعدل زيارات عالية تقدر بنحو مليون ونصف مليون زيارة يومياً، ما يضعه في طليعة المواقع الإلكترونية السعودية والعربية»، كما ذكر موقع الرياض.




http://www.alriyadh.com/1966766]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]