في مدونة صوتية يقدمها معلم بريطاني وزوجته الإسبانية، تطرق الاثنان إلى موضوع الألعاب الأولمبية في الصين، كان الحديث يدور حول الحملة الكبيرة في العالم الغربي لمقاطعة هذه الدورة احتجاجاً على انتهاك الحكومة الصينية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى استمرارها في العمل بعقوبة الإعدام.
بعد أن تطرق الزوجان لهذا الخبر علقا عليه بأن الحملة الكبيرة في أوروبا وأمريكا قد تكون منظمة وتستهدف سمعة الصين أكثر من كونها إيماناً بعدالة هذه القضية، واستدلا على ذلك بأن الدول الغربية متورطة في الكثير من الانتهاكات لحقوق الإنسان وخوض حروب دامية ذهب ضحيتها ملايين الأبرياء بين قتلى ومشردين.
استهداف بلد وكيل الاتهامات له من قبل دول تتسربل برداء ملائكي، وتصنف نفسها وصياً على العالم هي ممارسة ممنهجة خصوصاً في العقود الأخيرة الماضية، وللأسف الكثير من تلك الدول تتوسل ملف حقوق الإنسان ونصرة المظلومين من أجل تحقيق مصالح ذاتية بشكل غير نزيه.
وصْم بلد بعينه وتكرار هذه الاتهامات في الأخبار والمقالات والروايات، والأفلام وغيرها من وسائل التواصل يؤدي إلى تكريس صورة نمطية غير عادلة، أنا هنا لا أدافع عن الصين ولا أعرف الكثير عن ملفها في حقوق الإنسان، لكن أتحدث بشكل عام خصوصاً وأننا في المملكة سئمنا من هذا التنميط السلبي غير المبرر والإصرار على وضع بلادنا في إطار لا يلائم صورتنا.
لا يزال الكثير من نخبة المثقفين والصحفيين الغربيين للأسف يرددون ذات الاتهامات التي كانت تقال عن المملكة قبل عقود، خصوصاً الادعاءات الكاذبة بدعم المتطرفين وإساءة التعامل مع المرأة، مع أنهم تحديداً كشريحة نخبوية مطالبة بتحديث معلوماتها والتأكد من دقتها.
هؤلاء مثلاً لا يعرفون أن المملكة حققت في تقرير البنك الدولي: المرأة، الأعمال والقانون 2022، مراتب متقدمة تضاهي تلك التي حققتها اليابان، وسويسرا في حقوق المرأة العاملة، حيث نالت الدرجة الكاملة في عدة مؤشرات مثل؛ عدم وجود قانون يؤثر على تنقل المرأة في مكان العمل والدرجة الكاملة في تمكين رائدات الأعمال من بدء عمل تجاري وفي حرية اختيار المرأة للعمل والدرجة الكاملة أيضاً في الأجر الذي تتقاضاه المرأة نظير عملها.
ولا يعلمون أيضاً عن جهود المملكة في ضرب الخلايا الإرهابية ليس فقط داخل حدودها، بل ومساعدة دول غربية في إحباط عمليات إرهابية، وكلنا يذكر تصريح تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية السابقة عندما قالت في القمة الخليجية الـ37 إن "الاستخبارات البريطانية تلقت العديد من الإنذارات من السعودية حول تهديدات إرهابية، منقذةً بذلك الآلاف من الأشخاص".
العالم الغربي يتعامل بإجحاف مع بعض الدول بناء على تصورات مغلوطة كرسها استهداف ممنهج، لكن ما يجب أن يستوعبه نخبة المثقفين والسياسيون وقادة الإعلام هناك أن ثمة دول تعمل على إصلاحات جذرية متسارعة تستحق الإشادة، وأن استمرار النقد والتشويه لن يحقق أي مكتسبات، بل سيحبط الدول الأخرى التي تحاول السير في ذات النهج الإصلاحي.




http://www.alriyadh.com/1966769]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]