منذ اقتراب الأهلي كفريق كبير صاحب إنجازات وشعبية جماهيرية وتاريخ وحتى اليوم والكل يتحدث عن أسباب هذا الهبوط المفاجئ والذي لم يخطر على بال أحد، لكنه في النهاية هبط بعد أن قدر الله سبحانه وما شاء فعل، ليستمر الحديث، كيف يعود خصوصاً بعد أن فرغته الإدارة القديمة من جميع عناصره الأجنبية والمحلية وبات فريقاً هشاً ووديعاً بلا إمكانات فنية ولا روح، خسر مباراة، وتعادل في أخرى، وكاد يخسر الثالثة على الرغم من أنها جاءت بعد أحداث صدمة نفسية تمثلت في تغيير جلد النادي بالكامل وليس جهازي كرة القدم الإداري والفني فقط.
لا أحد يتوقع ماذا سيفعل الفريق في مبارياته المقبلة في دوري يلو، ولكن بالطبع هناك من يتمنى أن تكون النتائج كلها انتصارات من عشاقه ومنسوبيه خصوصا بعد الدعم الشرفي الكبير واللمة الجماهيرية وهناك من غير مشجعيه أيضا من يتمنى عودته إلى مكانه الطبيعي مع الكبار وفرصته في العودة كبيرة سواء كانت الفرق الصاعدة أربعة أو أقل لأنه الأهلي الفريق الكبير الذي يمتلك كل مقومات النجاح.
الأهلي لديه بعض المشكلات في الملعب وهي التي تسببت في خسارته وتعادله وفوزه بصعوبة على الخلود، وهذه المشكلات من الممكن أن يتغلب عليها المدرب الوطني يوسف عنبر، وأيضا من الممكن أن تكون أكبر من قدراته لضعف الأدوات، وهو في النهاية لا يمتلك عصا سحرية، ولا يستطيع صنع نجوم مهاريين يصنعون فارقاً فنياً وإمكاناتهم الفنية ضعيفة جداً، ولكن على أي حال الأمر يتطلب على الأقل الإحساس بالمسؤولية وقيمة الشعار، والتعاون والتكاتف مع الكابتن يوسف، وتقديم الأفضل، وحضور روح عالية وحرص لكي يتخطى الفريق أزمته الحالية، ويعدل في العناصر، ويضيف في الفترة الشتوية التي تليها مرحلة الحسم، فإما عودة قوية وصعود وإما -لا قدر الله- بقاء في يلو، وان كنت استبعد ذلك لثقتي في اسم الفريق وهيبته وشخصيته وعراقته وتاريخه، حتى مع ضعف عناصره وكونها دون الطموح بكثير.
الأهلي وفي قراءة متواضعة لخطوطه الحالية، نجد أنها تعاني الكثير والكثير حتى مع التعاقد مع هشام فايق ونايف كريري وثامر العلي، اللاعبان المغموران المنسقان من فئات الهلال السنية قبل سنوات، وانتهى بهما المطاف في الوحدة ومنه انتقلا للأهلي، وربما ينجح اللاعبان مع فايق، لكن مشكلة الأهلي العناصرية كبيرة جدا، والشق أكبر من الرقعة كما يقول المثل الشعبي، إذ جودة هذه العناصر في أغلب الخطوط متدنية جدا، فإذا كانت الحراسة مطمئنة بعض الشيء بوجود المخضرم ياسر المسيليم والشاب محمد الربيعي فإن خط الدفاع يعاني الأمرين، وهو علة الفريق منذ الموسم الماضي، ولا يوجد فيه حاليا سوى الشاب المجتهد فهد حمد، أما البقية سواء عبدالباسط هندي أو الزبيدي أو مجرشي فهم دون الطموح ومكانهم ليس في الأهلي مع كامل الاحترام لهم، وإذا عرجنا على خطي الوسط والهجوم فأيضا هناك مشكلة ومعاناة، فخط الوسط يفتقد لصناع اللعب والمحاور المهرة، وهو خط ضعيف حاله كحال الدفاع، أما الهجوم فيظل ابن النادي الشاب هيثم عسيري يقاتل لوحده ولكن ماذا إن أصيب -لا قدر الله- وغاب، ولا يمثل في الطرف الآخر سلمان مؤشر أي خطورة، وكأني به لم يعد لديه شيء يقدمه وانضم إلى المهاجمين التونسي والجامايكي اللذين اتضح أنهما مقلب وأن منح الفرصة لاثنين من شباب النادي حل أفضل.
الأهلي كانت أولويات احتياجاته العناصرية في عمق الدفاع بجانب فهد حمد، وكان يتوجب على الإدارة المكلفة إحضار مدافع أجنبي مميز والاستغناء عن الحارس البرازيلي المصاب الذي لم يكن هناك سبب مقنع لإحضاره في ظل وجود المسيليم والربيعي، ولكنه خطأ إدارة ماجد النفيعي وعبثها في الفريق من خلال استغناء وتعاقدات غريبة وعجيبة.
كل الأمنيات أن يواصل الأهلي انتصاراته، ويعود ولو جزء يسير من مستواه الفني، ويصعد من جديد، ويكون في مكانه الطبيعي، كبيرا مع الكبار، وما حدث يكون درسا قاسيا يستوعب من قبل من يدير دفته الإدارية والفنية. وأدراك أن استمرار الانتصارات والصعود يحتاج للكثير من العمل والجد والاجتهاد، وأن الطريق لن يكون مفروشا بالورود، فهناك فرق شرسة ومتمكنة لم يقابلها بعد فبجانب الأخدود الذي خسر منه هناك الفيصلي والحزم وهجر والشعلة والبقية، وبالتوفيق لفرقة الرعب وقلعة الكؤوس النادي الراقي.
http://www.alriyadh.com/1970764]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]