في ذروة الحملة الغربية المسعورة ضد المملكة قبل سنوات وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا وإن على استحياء.. كان رد الفعل السعودي الهادئ يبدو مدهشاً للمتابع، وفي ظهوره بعدة وسائل إعلامية أبدى سمو ولي العهد ثقة عالية بقيمته وقيمة بلاده، وأظهر حزماً وثباتاً ضد المواقف الانتهازية، والجهات المناوئة للمملكة. هذه الثقة العميقة بأهمية ومكانة المملكة سرعان ما تبدت في خفوت صوت حملة التشويش على رؤية ولي العهد الإصلاحية، ورضوخ القوى الدولية لحقيقة أن المملكة العربية السعودية باتت رقماً صعباً في السياسة العالمية لا يمكن تجاوزه أو اتخاذ موقف عدائي ضده.
تبدى للمجتمع الدولي، أن السياسة العقلانية المتزنة للمملكة، فضلاً عن مقوماتها الاستراتيجية، وقيمها الثابتة، بوأتها مكانة مهمة للعب دور حيوي بارز في حل الأزمات الدولية، بل ورفعتها لمكان الوسيط الموثوق في ملفات معقدة، مثل الوساطة التاريخية التي قام بها سمو ولي العهد لإطلاق الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، وتمثل هذه الوساطة ذروة النجاح الدبلوماسي السعودي في ظل حالة الاستقطاب العالمي الحادة التي أثارتها الحرب في أوكرانيا، والتي يتعذر معها وجود وسيط محايد.
قبل ذلك عكست زيارات القادة والمسؤولين الغربيين الرفيعين المتتالية للمملكة قوة ومحورية الدور الذي باتت تلعبه المملكة، إما على الساحة الاقتصادية، أو على الصعيد السياسي، وهو الأمر الذي يعلن فشل عملية تحجيم المملكة، ومساعي عزلها، بعدما تحولت لقبلة للدبلوماسية الدولية، ووسيطاً دولياً أميناً، أما أهم خلاصات إنجازات الدبلوماسية السعودية أخيراً، فهي تأكيدها الصريح والواضح على استقلالية دور المملكة، وسيادتها التامة، غير القابلة للمساس، وهو ما يسقط حملة أخرى لا تنفك عن ترديد الأكاذيب عن استقلال القرار السعودي.




http://www.alriyadh.com/1974547]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]