الإعلام (الحر) ليس حرا في دول يطلقون عليها مسمى (زعماء العالم الحر)، هو إعلام سياسي موجه ينسف كل القيم الجميلة التي تعزز السلام العالمي ويسلط الأضواء على مصالح الدول القوية ويفتخر بقيمها ويروج لها ويفرضها على العالم لأنه لا يحترم غير ثقافة هذه الدول..
لكل مجتمع ثقافته وعاداته وتقاليده التي لا يقبل التخلي عنها مهما كانت نظرة الآخرين لها، ما يلفت النظر أن بعض الممارسات التي يقوم بها الناس في مجتمعات تصنف في خانة العالم الأول لو حدثت في مجتمعات أخرى فسوف تتعرض للهجمات الإعلامية وينظر إليها كعلامة تخلف!
من تلك الممارسات أو العادات على سبيل المثال التراشق بالطماطم، وتحطيم الأطباق، وصراع الديكة، ومصارعة الثيران، والأخيرة لو حدثت في دولة عربية فسوف يقال إن هذا سلوك ينتهك حقوق الحيوان.
كل دولة لها ثقافتها وعاداتها وتنتظر من الآخرين احترامها.. هكذا تقول قيم التسامح والتعايش.
ما يحدث أحيانا هو دخول الإعلام السياسي إلى عالم الثقافة فيتحول الحوار إلى حرب إعلامية محتواها تبادل الاتهامات ونشر الأكاذيب والشائعات، الذين يفتحون باب الثقافة للإعلام السياسي يفعلون ذلك بهدف الابتزاز لتحقيق مصالح خاصة، الإعلام السياسي البعيد عن النزاهة والمصداقية يركز على بلد معين أو بلدان معينة لأسباب سياسية ويبحث بالمجهر عن أي خبر حتى لو كانت مشكلة اجتماعية صغيرة عابرة ونادرة الحدوث وقد تحدث في أي مجتمع فيحولها الإعلام السياسي إلى أزمة وطنية أو قضية سياسية خطيرة، أو ينطلق من ذلك الخبر الصغير فيبحث في قاموس الشتائم عن كلمة سيئة لتعميمها وجعلها صفة للمجتمع.
هذا ما تقوم به بعض وسائل الإعلام غير الحرة والتي تعتمد في استمرارها على التمويل من جهات ودول خارجية، هذه الوسائل تعمل على غسيل الأدمغة وعلى تشويه المجتمعات وشيطنة الدول حسب مصالحها ومعاييرها الخاصة، بعض هذه الوسائل الممولة بأموال سياسية تتواجد في دول تزعم أنها هي الدول العظمى المثالية التي تخاطب العالم بإعلام حر نزيه، هذا الإعلام الحر النزيه كما يزعم أصحابه يتعامل مع الثقافة بازدواجية المعايير لأنها معايير سياسية وليست ثقافية ولهذا يمارسون الأستاذية على الدول التي يصنفونها حسب معاييرهم بأنها عالم ثالث، وهكذا تفعل الدول (المتقدمة) في موضوع حقوق الإنسان فهي تعطي لنفسها الحق في التقييم والتصنيف والمحاسبة دون أن تنظر في المرآة، الإعلام (الحر) ليس حرا في دول يطلقون عليها مسمى (زعماء العالم الحر)، هو إعلام سياسي موجه ينسف كل القيم الجميلة التي تعزز السلام العالمي ويسلط الأضواء على مصالح الدول القوية ويفتخر بقيمها ويروج لها ويفرضها على العالم لأنه لا يحترم غير ثقافة هذه الدول، أما ثقافة الآخرين فهي في نظره متخلفة ولا تستحق الاحترام، ولا يجدون حرجا أن يصفوها بأنها انتهاك لحقوق الإنسان، الدول التي لا تنصاع للأوامر مهددة بتهمة انتهاك حقوق الإنسان وهي عرضة للحملات الإعلامية التي تطال قيمها وثقافتها وعاداتها.




http://www.alriyadh.com/1980299]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]