نجحت اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية بقيادة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل ومعه الأمير فهد بن جلوي والأميرة دليّل بنت نهار في تقديم دورة الألعاب السعودية الأولى بصورة رائعة في أول تجربة من هذا النوع في تاريخنا الرياضي وسط مشاركة ستة آلاف رياضي ورياضية في 45 لعبة رياضية طوال 12 يوماً.
كنت محظوظاً بما يكفي بعد تزامنت رحلتي العلمية القصيرة من مقر ابتعاثي إلى الرياض مع بعض أيام الدورة، لأشاهد الحراك الرياضي والاقتصادي المثير للإعجاب، فالسيارات تنقل الضيوف والحافلات تجوب شوارع العاصمة والمنشآت الرياضية تزدحم بالمسابقات والفعاليات والحضور الجماهيري والعائلي تحديداً في وقت تزداد فيه الرياض جمالاً بأجواء بديعة، فيما نسب إشغال الفنادق وأماكن الترفيه والمطاعم ارتفعت بالتزامن مع موسم الرياض بشكل يمكن ملاحظته.
كان منظر فوز الأبطال من لاعبين ولاعبات مبهجاً وهم يحتفلون مع والديهم وأفراد أسرهم بإنجازاتهم، فكم من أب وأم فرغوا أنفسهم من كل الارتباطات العملية لمشاهدة إنجازات أبنائهم ودعمهم، ما يحقق مكاسب عدة إن رياضياً أو اجتماعياً.
لقد كان الخبر الأهم في حفل الختام أول من أمس، حين أعلن الأمير فهد بن جلوي استمرار إقامة الدورة في العام المقبل 2023، وهذا أحد أهم مكاسب الدورة التي لا يمكن حصرها، إذ يكفي القول: إن هذه الدورة جاءت لتعزز من ممارسة الألعاب الرياضية في وقت لا يمكن اكتشاف المواهب والأبطال إلا من خلال مثل هذه المناسبات الكبرى، علاوة على أن الممارسة تنمي المواهب وتجعل الرزنامة الرياضية أكثر ازدحاما، والقاعدة العامة في كل الرياضات تقول "مباريات أكثر تعني مواهب أكثر وخبرة أكثر".
وعلاوة على ذلك فإننا اكتشفنا أن شعار "بيننا أبطال" لم يكن شعاراً عابراً إذ أن بالفعل هناك أبطال لم يكن أحد يعرفهم وكانوا بعيدين عن الأنظار طيلة الفترات الماضية، والأكثر أهمية أننا تعرفنا على الأندية الأكثر قدرة على مواكبة تطلعات القيادة الرياضية بتنوع نشاطاتها الرياضية وكانت النتيجة أن الهلال انفرد من جديد على صدارة الترتيب ولم يكتفِ بتفوقه في كرة القدم ومعه الاتحاد والوحدة والشباب الذين سجلوا أنفسهم كأكثر أربعة أندية تحقيقاً للميداليات، وبالطبع فإن قيمة الجوائز الضخمة ستغري الآلاف للمشاركة في النسخ المقبلة.
الأكيد أن "الألعاب السعودية" في حضورها الأول حققت مكاسب لا تُحصى، فيكفي الكم الهائل من المنظمين والمتطوعين الذين مارسوا تنظيم حدث في أماكن عدة في مدينة واحدة خلال فترة وجيزة وفي ألعاب مختلفة، ومؤكد أن اللجنة الأولمبية اكتشفت على الأقل عشرات القيادات من شباب وشابات في تنظيم هذا الحدث المفخرة من حيث تنظيم البطولات والتنقلات والدعم اللوجستي والتعامل مع الطوارئ، وغيرها من جوانب القيادة والإبداع في تنظيم الأحداث الرياضية الضخمة.
http://www.alriyadh.com/1981842]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]