بخبرات متراكمة، ورؤية طموحة، نجحت المملكة في ترسيخ ريادتها الدولية في مجال العمل المناخي، عبر حزمة مبادرات نوعية، تسهم في حماية كوكب الأرض من الأخطار المحدقة به، وتبعث برسالة إلى حكومات دول العالم بأن إصلاح ما أفسده الإنسان في الأرض، ما زال ممكناً، متى ما وجدت العزيمة الصادقة، والإرادة القوية على تحقيق الأهداف والتطلعات.
وعلى هامش مؤتمر المناخ الدولي في مدينة شرم الشيخ المصرية، كان المشهد مشرفاً لكل مواطن سعودي، عندما أطلعت المملكة العالم بأسره على ملامح تجربتها الخاصة في مواجهة تحديات المناخ، من خلال منتدى مبادرة السعودية الخضراء، كما أطلعته على آخر مستجدات وأهداف المبادرة التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عام 2021، وكانت بمثابة خارطة طريق للعمل المناخي في المملكة.
وحملت كلمات ولي العهد الكثير من التفاؤل والأمل للجميع، بإمكانية تحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء كاملة، عندما أعلن سموه عن تكاتف جهود جميع الجهات الحكومية في المملكة لضمان نجاح المبادرة، كما أعلن عن تطوير عشرة مشروعات إضافية في مجال الطاقة المتجددة، وإضافة 840 ميجاوات من الطاقة الشمسية إلى شبكة الكهرباء الوطنية، إلى جانب إطلاق برنامج لتداول أرصدة وتعويضات الغازات الدفيئة في مطلع عام 2023.
وإذا كانت جهود المملكة في مواجهة تحديات المناخ انطلقت قبل سنوات عدة، إلا أنها في ظل رؤية 2030 تبدو مكثفةً ونوعيةً، ففي العام الماضي وحده، استطاعت المملكة تسريع جهودها في هذا الملف، بغية تحويل 30 % من مساحاتها البرية والبحرية إلى محميات طبيعية، وزراعة أكثر من 600 مليون شجرة، بزيادة قدرها 150 مليون شجرة عن الهدف المرحلي المعلن عام 2021 لزراعة 450 مليون شجرة، وهي من صميم أهداف مبادرة السعودية الخضراء، التي وعدت بتحويل البلاد إلى بقعة كبيرة خضراء، تنعم بمناخ صحي صالح لعيش الإنسان والنبات والحيوان.
ووسط الاهتمام السعودي بملف المناخ، لا يمكن تجاهل حرص المملكة على تطبيق نموذج الاقتصاد الدائري للكربون، وتقليل الانبعاثات بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030م، يضاف إلى ذلك طموحات البلاد برفع حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 50 % بحلول عام 2030م، وهي طموحات يمكن تحقيقها، خاصة بوصول الاستثمارات في هذه المشروعات إلى نحو 34 مليار ريال.
http://www.alriyadh.com/1982252]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]