طفل اليوم هو راشد الغد الذي سيتحمل المسؤولية في بناء وطنه ومجتمعه والحضارة الإنسانية، ومن هنا اعتنى الإسلام بحقوق الطفل من قبل ولادته حتى بلوغه، فهناك حقه في قدومه إلى بيئة عائلية مستقرة نفسياً وفكرياً، ومن هنا كانت الدعوة لكل من الزوجين باختيار الشريك الصالح، وهناك حق الطفل في العيش وتحريم الإجهاض إلا لسبب طبي يتعلق بسلامة الأم الحامل، وهناك حق استقباله بالفرح والسرور كعضو جديد في المجتمع، وحقه في الاسم المناسب، والتربية المناسبة، والنفقة، والعدل، وحرية التعبير المنضبطة، وعدم استغلال براءته... إلخ.
ومع تطور المجتمعات وتعقيدات الحياة المعاصرة برزت بعض الممارسات التي تسيء للطفل كاستخدامه في العمل قبل السن القانونية، أو ما نراه اليوم من توظيفه لتحقيق الشهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن أخطر هذه الممارسات وأكثرها وحشية هو استغلال الأطفال من قبل الجماعات المتطرفة والإرهابية وتجنيدهم والزج بهم إلى مواطن القتال، ففي مخيم راونكه التابع لتنظيم داعش الإرهابي يتم استغلال الأطفال بهذا الشكل ويطلق عليهم "أشبال الخلافة"، كان أحدهم عمره عشر سنوات عندما خطف وأحضر إلى هذا المخيم ليجد نفسه وهو في هذه السن إرهابياً محترفاً، وعندما تمت مقابلته من قبل الفريق المسؤول عن إعادة تأهيله كشف لهم أنه يحمل جرحا في ساقه جراء إصابته في إحدى المعارك، وأنه قد قتل العديد من الرجال وهو في هذه السن. وعندما طلب منه التعبير عن نفسه رسماً كانت المفاجأة، حيث قام برسم المعارك، وإطلاق الرصاص، وجثث القتلى، والمباني المهدمة وهو يعتبر كل هذا جزءا من هويته.
بل إن بعض هؤلاء الأطفال كما تؤكد التقارير المعنية قد تمت برمجته على تكفير أهله والرغبة في قتلهم، كان أحدهم على سبيل المثال يصرخ في وجه والديه عندما قدموا رغبة في استلامه قائلاً إنني أكرههم هؤلاء الكفار ولا أرغب في العيش معهم، فأي قتل لبراءة الطفل تم هنا؟ بل أي عملية هدم للأوطان والمجتمعات؟ والأسوأ أن يتم هذا القتل وهذا الاستغلال القذر وهذا الهدم الممنهج باسم الإسلام. أقول هذا وأنا أرى ما يتمتع به الطفل في المملكة العربية السعودية من حماية، وعناية، وحفاظ على الكرامة، وإعداده كمواطن صالح لخدمة دينه ومليكه ووطنه.
http://www.alriyadh.com/1982413]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]