بعد 48 ساعة تقريبًا يبدأ المنتخب السعودي مشواره في كأس العالم 2022 المقامة في قطر، والمواجهة الأولى أمام الأرجنتين أحد أبرز المرشحين للفوز باللقب، وبقيادة الأسطورة الحية ليونيل ميسي الذي جاء إلى قطر وهو يعلم أنها الفرصة الأخيرة له لإكمال القطعة الناقصة والأغلى في عقد إنجازاته كلاعب سيذكره تاريخ كرة القدم إلى الأبد؛ لكنه لن يكون في الأرجنتين دييجو مارادونا مالم يحقق هذا الحلم الأكبر، والحلم الأخير!.
وفقًا لكل المعطيات الفنية والفوارق الفنية الشاسعة؛ فإن فوز المنتخب السعودي ظهيرة الثلاثاء المقبل على الأرجنتين هو أشبه بالمستحيل، بل هو المستحيل بعينه، فالمنتخب السعودي وإن تأهل إلى المونديال متصدرًا مجموعته الحديدية على حساب منتخبي اليابان وأستراليا الأقوى على صعيد القارة الصفراء؛ إلا أنَّه ذهب وهو يعاني من ضعف في جودة الهجوم، ومن هشاشة دفاعية حاول رينارد أن يعالجها تكتيكيًا باللعب بـ3 محاور، وراقصو التانجو يعيشون أزهى فتراتهم بعد أن توجوا في العام الماضي بكأس كوبا أميريكا على حساب الغريم التاريخي البرازيل، واستطاعوا في يونيو الماضي تحقيق كأس الأبطال كونميبول-يويفا حين ألحقوا بإيطاليا بطل أوروبا هزيمة ثقيلة بثلاثية مارتينيز ودي ماريا وديبالا.
حتى التعادل مع الأرجنتين وفقًا لهذه المعطيات وعطفًا على هذه الفوارق الكبيرة سيكون مفاجأة ثقيلة من مفاجآت المونديال؛ لكن المفاجآت تحدث أحيانًا، ولطالما حدثت في كرة القدم وفي كأس العالم تحديدًا، وما الذي يمنع أن يسجل أخضرنا اسمه في سجل مفاجآت كأس العالم؟! وفي كل الأحوال لن يكون مطلوبًا من أبنائنا سوى أن يستحضروا كل طاقتهم وروحهم وثقتهم بأنفسهم، وأن يقدموا كل ما يملكون من قدرة فنية ورغبة وقتالية لتشريف وطنهم، ولن يلومهم بعد ذلك عاقل سوي، ومن يدري .. ربما تشهد قطر التي كانت أرضها دائمًا وجه خير في تاريخ الكرة السعودية وإنجازات منتخباتها وأنديتها حضورًا سعوديًا يفاجئ الجميع، ويكون أبناء ليونيل سكالوني ورفاق ليونيل ميسي أول ضحايا هذا الحضور، كل ما عليكم يا نجوم الأخضر أن تبذلوا كل قطرة عرق .. للتاريخ .. للوطن.

قصف
** المستوى الذي قدمه الأخضر في آخر مبارياته الإعدادية أمام كرواتيا أعاد الكثير من ثقة الجماهير بقدرة أخضرنا على تقديم صورة مشرفة للكرة السعودية في هذا المونديال.
** الرسالة يجب أن تصل إلى كل نجوم المنتخب السعودي، ويجب أن يكون الهدف واضحًا من المشاركة، لم نذهب إلى هناك للمنافسة حتى نرتبك مع أول هدف، أو نندفع دون وعي حين يتقدم الخصم بالنتيجة؛ بل للحضور والتواجد بصورة مشرفة، وكما قال سمو ولي العهد: «استمتعوا وقدموا أفضل ما لديكم».
** أتمنى أن يعود لاعبو المنتخب مع مدربهم رينارد لمشاهدة مباراة الأخضر في افتتاح مونديال روسيا، وكيف استحوذ الأخضر على المباراة بنسبة 62%، ومرر الكرة أكثر من خصمه بـ200 تمريرة أو تزيد، والنتيجة 5-0 للدب الروسي بسبب أخطاء فردية بدائية نتجت من الارتباك أو الاندفاع غير المحسوب!.
** اللهم خيب آمال المتربصين بالمنتخب السعودي، والمترقبين بسكاكينهم انتظارًا لسقوطه، المتجهزين للشماتة به وإقامة مآدب الردح والقدح انتصارًا لأنفسهم وعقدهم وأمراضهم، وأفرح اللهم هذا الوطن وقادته وشعبه بكل جميل في كل مجال.




http://www.alriyadh.com/1983491]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]