الموضوع: ماذا بعد كأس العالم؟

نستطيع أن نقول إن كأس العالم في قطر كان الأقرب لنا نحن السعوديين ليس من الناحية الجغرافية، نعم كان الأقرب في إظهار الوجه الآخر والحقيقي لنا نحن السعوديين، الاندماج الشعبي والجماهيري للسعوديين مع الجماهير العالمية التي كانت بالدوحة نقل صورة أكثر قرباً لنا، النظرة الشعبية التي اعتدنا أن يرانا بها الآخرون شعباً مرفهاً ويمتلك براميل البترول خفّت نوعاً ما في هذه التظاهرة العالمية المهمة.
الإعلام العالمي ساعد كثيراً في تصوير الإنسان العربي والخليجي تحديداً بأنه مجرد بدوي يمتلك الأموال، وتجده بأماكن اللهو، والرمز له الغترة والعقال، هذه الرمزية أعتقد أنها انعكست بصورة إيجابية على هذا الإنسان، لم تعد الغترة والعقال عند ارتدائها من الأجانب رمزاً للسخرية وإنما الاعتزاز بالموروث للدول الخليجية التي تعتز بهذا الزي لباساً رسمياً لها.
نعترف أننا مثل بقية شعوب الأرض لدينا الإيجابيات والسلبيات، ولكن من الجميل أن تتاح لك الفرصة لتطغى الإيجابيات الحقيقبة في صورتك الخارجية، لاحظنا الكثير من القصص العفوية التي تناقلها الإعلام عن الجمهور السعودي والواقع السعودي، لاحظنا الاندماج التلقائي مع الآخرين، لم نستفز الجمهور الآخر عندما انتصرنا على الأرجنتين وكان الجمهور الأرجنتيني الأكثر في الحضور للملعب من السعوديين وهذا الأمر لمسته عن قرب أثناء حضوري لتلك المباراة، كان الجمهور الأرجنتيني رغم صدمته والمفاجأة التي واجهته مختلفاً وهو يشاهد بكل احترام أخلاق المنتصرين، وهذا جانب رائع سطره السعوديون بتلقائية وعفوية، فلم تحدث أي مناوشات أو أخلاقيات خارج الروح الرياضية، وهذا هو المهم والرسالة للعالم، والتي تعني الكثير رغم أنها رسالة غير مباشرة.
الرسائل الشعبية التي تلتقطها وسائل الإعلام هي التي تبقى، ليس الأمر مجرد حدث رياضي، هو أعمق في تفاصيله ورسائله، لذلك من المهم أن تكون لدينا استراتيجيات ليست رياضية فقط عند المشاركة بالأحداث الرياضية الكبرى المتنوعة، لابد أن تكون استراتيجيات ثقافية بالدرجة الكبيرة، نعم لم ننجح في هذا المجال بالدوحة للأسف رغم أن الفرصة كانت أكبر، ولكن من الممكن تتدارك هذا الأمر والاستفادة من المستقبل، أعطوا الفرصة للحضور الجماهيري الشعبي بعيداً عن تخصيص الملايين لاستضافة الأصدقاء والمقربين للحضور بصورة شرفية وبدون أي إيجابيات، أعطوا الفرصة للمواهب والمبدعين وليس فقاعات المشاهير لينقلوا الصورة الحقيقية عن السعودية، كما حدث في الدوحة من الحضور الذي تكلف المال والعناء وحضر بصورة مشرفة بعيداً عن ضيوف الشرف غير الفاعلين.




http://www.alriyadh.com/1988106]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]