يولد الإنسان صفحة بيضاء نقية، طاهرة من كل الشوائب، كما ورد في الحديث الشريف: "يولد كل مولود على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه، وفي رواية أو يسلمانه".
هو ذاته أي الإنسان ليس له أي اختيار في مكان ولادته، ولا في اختيار اسمه، أو لونه، أو جنسه أو جنسيته، يمكن أن تولد فتجد نفسك ذكراً أو أنثى، أبيض أو أسود، أو خلاف ذلك من الأقدار التي ليس لك يد بها، وفي ظني تلك بداية القصة مع الأدلجة، والأيديولوجيا لمن لم يعرفها: هي مصطلح علمي تعني: مجموعة الأفكار والقيم والمبادئ التي يؤمن بها فرد أو جماعة، وتدخل ضمنها المعتقدات والقناعات وما صاحبها.
فإذن منذ أن تلج إلى الحياة وأنت مؤدلج بنمط معين يجعل من ثقافتك تتشكل حسب تلك الظروف التي توضع فيها، وتلبسها لباساً أبدياً، وعندما نتحدث عن الثقافة بمفهومها الواسع نجد أنها تتشكل مع الإنسان تراكمياً، ويتشكل معها فهمه للحياة، ولمجتمعه، ومحيطه، ويؤثر فيها بلا شك تعليم الشخص واطلاعه، وحرصه على تطوير ذاته، لهذا من المهم أن يعمل الإنسان على تصحيح كثير من المفاهيم التي يكتشف فيما بعد، أو بعد زمن أنها كانت مغلوطة، وهو بحاجة إلى نمائها أو تشكيلها تشكيلاً جديداً، وهذا ما يبنى عليه التشكل الثقافي لديك، الكفيل بتحسين حياتك وتطويرها ورقيها، أما في حال الاستسلام والانهزام والنكوص فإن شيئاً من هذا لن يتم وسوف تظل رهين تلك الأدلجة التي ولدت عليها وعشت فيها مرغماً، الحياة تحتاج إلى جهود كبيرة، جهد عملي وجهود فكرية ومعرفية تساعدنا على النضج، ومزيد من الوعي.




http://www.alriyadh.com/1988275]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]