جاءت رسالة ديننا الحنيف داعية إلى الوسطية والاعتدال في الأمور كلها، فالاعتدال في الحياة، والاعتدال في المأكل والمشرب، والاعتدال في العلاقات مع الآخرين، بل والاعتدال في الدين نفسه. قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا).. وجاءت هذه الدولة المباركة "المملكة العربية السعودية" منذ تأسيسها 1139هـ مثالاً واضحاً للاعتدال والوسطية سواء في أمورها الداخلية أو الخارجية.
ولعلنا نستحضر هنا ما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - إبان ولايته للعهد في جامعة الملك عبدالعزيز تحت عنوان: (الاعتدال في حياة الملك عبدالعزيز) حيث قال: ''الملك عبدالعزيز اعتدل في التزامه بالدين متأسياً بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولم يتطرف أو يفرط.. الاعتدال ليس كلمة تُقال، أو وصفاً لموقف، أو شعاراً براقاً يرفع، وإنما هو منهج شامل والتزام بمبدأ يحقق مصالح عامة تهدف إلى الخير والنماء، والاعتدال يشمل جميع نواحي الحياة، فهناك اعتدال في الأكل، واعتدال في الكلام، واعتدال في التربية، واعتدال في الإنفاق، واعتدال في التعامل وغير ذلك من شؤون الإنسان بصفة عامة''.
في هذا النطاق من الاعتدال السعودي، تشرفت ليلة الأربعاء الماضي بحضور احتفالية منح جائزة الأمير خالد الفيصل في دورتها السادسة المقامة في فندق الريدز كارلتون بمدينة جدة، لقد نبعت هذه الجائزة من فكر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز ورؤيته في بناء الإنسان والمكان وتحقيق الإنجاز والتميز والإبداع فيهما، ورسالته التي عنوانها: "لا للتطرف لا للتكفير، لا للتغريب، نعم للاعتدال في الفكر والسياسة، والاقتصاد والثقافة، إنه الدين والحياة، إنه الإسلام والحضارة، إنه منهج الاعتدال السعودي".
لقد كانت الجائزة مميزة، والاحتفالية مميزة، والرسالة التي وراءها مميزة هي الأخرى، وقد منحت الجائزة في هذه النسخة لمعالي الدكتور عبدالله شرف الغامدي نظير إسهاماته عبر "سدايا" في تعزيز منهج الاعتدال السعودي. ومن المدهش أن الفضاء السيبراني كان هو الآخر زاخراً بصور من الاعتدال السعودي الموجه للبشرية على امتداد كرتهم الأرضية، فشكراً لقيادتنا الرشيدة، وشكراً للأمير خالد الفيصل، وشكراً لشباب هذا الوطن من الجنسين على ما يقدمونه من رسالة سعودية معتدلة تتجاوز حدود الوطن.
http://www.alriyadh.com/1989323]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]