إحدى أهم سمات الشخصية التي يكتسبها الفرد مبكراً من خلال مراحل طفولته هي الثقة بالنفس، وبالتالي يتولد الإحساس بالتفاعل مع من هم حوله، ومن هنا تبدأ أسس الشخصية بالتكوين بشكل صحيح، وقد أكد علماء النفس على أن الثقة بالنفس تنبع أولاً من ثقة الفرد بأسرته ومن ثم بالكفاية والقدرة على الإنجاز والتغلب على مشكلات الحياة.
ومن أهم الأمور التي تساعد الطلاب على التواصل مع الآخرين بطرق صحيحة هي ثقتهم بأنفسهم، وتؤدي لتكوين علاقات صداقة قوية وفعالة مع الشخصيات المناسبة، هذا إلى جانب القدرة على التحصيل الدراسي بصورة جيدة، حيث إن غرس الثقة بالنفس لدى الطالب يحتاج إلى الوقت والاستمرارية ولن يأتي ثماره بين يوم وليلة، فتربيته على أن يكون قوي الشخصية واثقاً من نفسه ليست مهمة سهلة لكنها ليست مستحيلة، إلا أنها تتطلب الصبر والمثابرة، وبذل الجهد الموصول.
والثقة بالنفس ليست عملية ينبغي ممارستها؛ بل هي ثمرة يجنيها الطالب نتيجة لبذور تم غرسها، وهي انعكاس لواقع داخلي يعمل في أعماق الشخصية، إضافة إلى الصحة العامة للطالب، وترتبط بما يحصل عليه من معلومات وخبرات تدعم مكانته الاجتماعية وتساعده على أن يكون إيجابياً، وتتمثل في إيمانه بأهدافه وقدراته وقراراته وإمكانياته، وأيضا بالحب والعطف والتفكير الإيجابي والصبر والمثابرة والإصرار واستثمار الوقت.
ومن خلال نتائج الدراسات والبحوث العربية والأجنبية المختلفة، وانطلاقاً من أهمية الثقة بالنفس كقيمة تربوية وأخلاقية وعملية اجتماعية، وكونها جوهر نجاح الطالب وتسهم في رفع الاستجابات الإبداعية وزيادة دافعية المتعلم، وهي ما يميز الطلاب ذوي دافعية الإنجاز، حيث إن كثيراً من حالات التخلف الدراسي ناتجة من انعدام الثقة بالنفس، ومعظم الجوانب الإيجابية في شخصية طلابنا كالاستقلال وتحقيق الذات والطموح والإنجاز والإبداع لا تنمو إلا بنمو الثقة بالنفس.
الثقة بالنفس هي أحد مظاهر الصحة النفسية والتي يجب غرسها في الطفل وتربيته عليها منذ الصغر عبر تفاعل شيئين أساسيين؛ هما العوامل الوراثية والعوامل البيئية، حيث تجعل منه شخصية قوية الإرادة، مستقلة التفكير، حرية الاختيار، وتعبر عن شعوره بالأمن والكفاءة، والطمأنينة، والاعتداد بالذات، والثقة بالنفس وهي استجابة للبيئة التي يعيش فيها من خلال تنظيم خبراته لتحقيق أهدافه المرجوة وتحقيق التكيف النفسي والاجتماعي.
وتشير الدراسات العلمية إلى أن التدني في مستويات الثقة بالنفس يعد ظاهرة شائعة بين الأطفال والمراهقين، فلابد من العمل على تنميتها من خلال برامج مصممة علمياً أو التدريب المركز، حيث تشجع الطلاب للتعبير عن أفكارهم وتشجع التعليم النشط، حيث يتجاوز الإصغاء السلبي ويتعداه للمشاركة، فهذا بدوره يزيد ثقة الطلاب بأنفسهم في إطار مشاركتهم الفاعلة التي تلاقي تعزيزاً من قبل المعلم، ويمكن لذلك أن يحقق نوعاً من الجرأة والبناء الإيجابي، ومن جهة فإن الإبداع قد يعزز النظرة الإيجابية للذات ويزيد من الثقة بالنفس عند الطالب.




http://www.alriyadh.com/1989873]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]