يعيش العالم بأسره انفتاحاً ثقافياً كونياً طاغياً، انفتاح بات سمة هذا العصر، وذابت معه الحدود والفوارق، وبات الانغلاق مستحيلاً، ولا يمكن إدارة الظهر له. لذلك فالمواجهة حتمية، ولا صمود وثبات للدول إلا بتسييج شعوبها بالثقافة والمعرفة وتحصينها من غلواء الفكر المتطرف، وغرس القيم الجمالية والأخلاقية والإنسانية، وبما يجعل التعايش والتقارب وإشاعة السلام وقبول الآخر بعيداً عن توجهاته الأيديولوجية وتمايزه العرقي أو الديني، فالشعوب في الإخاء والتقارب سواء.
وحين نتحدث عن إرساء القيم والمنظومة الأخلاقية فلا يمكن تجاوز الكتاب وأثره، فالكتاب نتفق جميعاً على أنه عماد المجتمعات، ومُشيّد الحضارات، وخط الدفاع الأول أمام ضغوط هذا العصر الذي تعولم معه كل شيء، وبات الإنسان نهباً للتطرّف والفكر الإقصائي والعنف الدموي الذي تنفسح معه دماء الكرامة والحياة الإنسانية الكريمة.
فإشاعة الكتاب وترسيخ ثقافة القراءة لتعزيز قيم الحق والجمال والخير في نفوس المجتمع، أوجه وأبرز أدوار الكتاب.
في العاصمة الرياض ثمة مبادرة خليقة بالتقدير تتمثل في «قيصرية الكتاب»، وهي تشكّل ملتقى ثقافياً يقع في منطقة قصر الحكم، افتتح في أبريل 2019، وقد صمم وفقاً لخصائص المنطقة العمرانية والتراثية، ميزة هذا الملتقى أنه يقام بشكل أسبوعي، يتخلله ندوات ومحاضرات وتوقيع كتب ومناسبات ثقافية مختلفة.
وتحظى «قيصرية الكتاب» بمتابعة من سمو أمير الرياض فيصل بن بندر، وما اطلاع سموه على منجزات ومناشط قيصرية الكتاب بالرياض مؤخراً وإشادته بما تنظمه من ندوات ومحاضرات وتوقيع كتب ومناسبات وفاء للرموز الثقافية وعنايتها ببرنامجها بالأطفال «هيَا نقرأ» الذي يقام أسبوعياً، إلا ترجمة لهذا الدعم والاحتفاء. فهذه الجهود وإقامة هذه المناشط الثقافية بوسط الرياض تجذب كثيراً من المواطنين والسائحين لزيارتها والاستفادة مما يقام فيها، ما يسهم بإحياء وسط العاصمة بفعاليات ثقافية جديدة تحقق رغبات الجميع من كبار وصغار.
هذا الاحتفاء يمثل قيمة رمزية ومعنوية للكتاب وإشاعة للثقافة بمفهومها الشامل، ما يجعل «قيصرية الكتاب» تجربة جديرة بالاحتذاء في بقية مناطق المملكة لتكون الثقافة نمط حياة كما أُريد لها في مرتكزات رؤية السعودية 2030.




http://www.alriyadh.com/1990970]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]