بالنسبة للدولة السعودية، فإن الاستدامة الاقتصادية تُمثل ركيزة محورية لبناء اقتصادها الوطني، فضلًا عن تنوعه وفق أحدث معايير التنمية المُستدامة، وهو ما يظهر جليًا في الخطاب الرسمي الصادر عن جميع القطاعات الحكومية ذات العلاقة بهذا الملف المهم.
ومن أكثر السياقات التي تحرص عليها الحكومة السعودية هي الاستفادة من التجارب الدولية المُبتكرة المماثلة، بطريقة منهجية ومؤسسية تتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 واستراتيجيات البرامج التنفيذية ذات العلاقة.
وفي ظل المنظور السابق، لفت نظري أثناء تصفح بعض الحسابات الحكومية على منصة تويتر، تغريدة لحساب هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، حيال مؤتمرها الدولي الأولى الذي ستعقده فبراير المقبل بالرياض، تحت شعار "منظومة رقمية متكاملة لاستدامة الاقتصاد وتعزيز الأمن"، والذي سيناقش أهم التجارب والتطورات العالمية والمحلية في قطاع الزكاة والضريبة والجمارك، والتحول الرقمي الذي تشهده المنظومة، ومدى تأثير التقنيات الحديثة على كفاءة وفعالية العمليات ودورها في إيجاد اقتصاد رقمي مزدهر.
الفضول المعرفي، دفعني للدخول لموقع المؤتمر الرسمي الإلكتروني، والأهمية الاستراتيجية التي يمثلها، خاصة أنه سيسلط الضوء على أحدث التقنيات، وسيستعرض أفضل الحلول والنماذج المؤتمتة؛ للارتقاء بالخدمات المقدمة، والمساهمة في رفع جودة حياة المواطنين والمقيمين وتطوير كل القطاعات ورقمنة خدماتها، وحماية الأمن الوطني، وتعزيز الاستدامة المالية والاقتصادية.
برأيي أن المؤتمر يُمثل فرصة للمهتمين بهذا القطاع الحيوي، كما أنه يُشكل فرصة لتلاقي عدد كبير من المسؤولين وأصحاب القرار في الهيئات والمؤسسات والمنظمات المحلية والعالمية ومسؤولي الشركات والخبراء والاستشاريين والأكاديميين والإعلاميين المحليين والدوليين، للتشاور والبحث في التحديات والفرص والحلول، والخروج بتوصياتٍ تسهم في تحقيق مستهدفاته، ووضع اللبنة الأساسية لإيجاد منظومة رقمية متكاملة لاستدامة الاقتصاد وتعزيز الأمن.
انعقاد مثل هذه المؤتمرات الدولية في الرياض، وبحضور النخبة من أصحاب هذه الصناعة، سيسهم –برأيي- في بحث الرؤى والنماذج المعاصرة بجباية الزكاة وتحصيل الضرائب وتنظيم جميع الأنشطة المتعلقة بالعمل الجمركي، والمنافذ الجمركية وإدارتها، وهو ما سينعكس في الصورة الكلية على بناء نموذج عملٍ رياديّ مشترك، لمستقبلٍ واعد وتنمية مستدامة.
من الأسئلة المركزية التي يمكن طرحها في سياق النقاش الراهن، هو: لماذا نظمت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك هذا المؤتمر؟ تكمن الإجابة في تأكيد الهيئة على أهمية الأتمتة الشاملة في تكامل خدمات منظومة الزكاة والضريبة والجمارك، ودور الخدمات الذكية لأجهزة الجمارك في تيسير حركة التجارة العالمية، فضلًا عن الهدف الأهم، المتمثل في ترسيخ الوعي بأهمية الامتثال الجمركي والضريبي في دورة التنمية المُستدامة، وتبادل الخبرات العالمية، وبحث الآفاق المستقبلية؛ للوصول إلى أفضل الحلول والممارسات في المجال الزكوي والضريبي والجمركي.
إذاً.. يمكن القول إن مؤتمر الزكاة والضريبة والجمارك المقبل، سيكون منبراً اقتصادياً رائداً عالمياً مميزاً؛ لمناقشة أفضل التجارب العالمية وأبرز الممارسات الزكوية والضريبية والجمركية، وبالتالي الإسهام المباشر في رسم المستقبل وتعزيز التكامل لاقتصاد آمن ومستدام، ليس ذاك فحسب، بل هو تجسيد لتطلعات وتوجهات القيادة الرشيدة، نحو رقمنة كافة التعاملات الحكومية، باعتبار التحول الرقمي إحدى الركائز الأساسية لتحقيق رؤيتنا الطموحة، وما يوصلنا إلى نتيجة حتمية هو أن الهيئة تستشعر أهمية الدور الذي تقوم به لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والإسهام في تيسير التجارة على مستوى البلاد، والارتقاء بمكانة السعودية كمركز لوجستي عالمي وفقًا لمستهدفات رؤية 2030، وفق أفضل المعايير والممارسات المعتمدة في هذا القطاع عالميًا.. دمتم بخير.




http://www.alriyadh.com/1991595]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]