كتبت الأسبوع الماضي عن الاختناقات المرورية في الرياض، وانعكاساتها على جودة حياة سكان العاصمة، وحقيقة كان التفاعل مع المقال كبيراً بحجم المشكلة نفسها، حيث لامس إشكالية يواجهها غالبية من يسلكون طرق الرياض للذهاب إلى أعمالهم أو مدارسهم. وطرحت مجموعة من المقترحات التي ربما تخفف من مشكلة الزحام المروري، وأود من خلال هذا المقال تناول أحدها بشيء من التفصيل.
مدينة الرياض إحدى أهم العواصم العالمية، وموقعها الإستراتيجي جغرافياً وسياسياً، والرؤية الكبيرة والطموحة التي ترسمها لها القيادة تليق بها، وما ينتظرها من مستقبل مبهر بفضل تلك الرؤية يحتم على الجهات ذات العلاقة مسايرة العمل بالإيقاع ذاته وبالقدر نفسه من الجودة؛ لكي نصل إلى مستقبل الرياض، المدينة الحيوية الجاذبة على أكمل وجه، ولتكتمل لوحة العاصمة في أجمل صورة.
التنبه لتحديات ومنغصات مثل موضوع الاختناقات المرورية وحلها في مراحل مبكرة، سيسهم في جعل الرحلة نحو مستقبل العاصمة أكثر متعة، كما يزيد من جاذبيتها واستقطابها للاستثمارات والسياح، ويرفع من جودة حياة سكانها، ولذلك طرحت خلال المقال السابق بعض المقترحات التي قد تساهم في حلول سريعة وأخرى طويلة الأمد، ومن ذلك تفعيل العمل عن بعد خلال بعض أيام الأسبوع للكثير من الوظائف التي لا تتطلب الحضور أو مقابلة الجمهور.
أسلوب العمل الحضوري بشكل كامل كان ملائماً لحقبة في الماضي عندما كانت جميع الأعمال تتطلب وجود الجميع لإنجازها، أما التوجه للعمل عن بعد والعمل الهجين؛ حضوريا وعن بعد، فهو الأسلوب الأكثر عملية، خصوصاً مع توفر جميع الوسائل التي تساعد على تحققه، والكثير من الشركات العالمية والحكومات أصبحت تشجع هذا النمط من العمل بعد أن أثبت نجاحه خلال الجائحة، وتؤكد دراسة قام بها موقع Zippia للتوظيف أن أكثر من 36 مليون أميركي سيعملون عن بعد بحلول عام 2025، أي ما يقارب 10 % من سكان الولايات المتحدة.
هذا الحل إذا تم تطبيقه في الرياض على الأقل، لن يقلل من الاختناقات المرورية فحسب؛ بل سيساهم في رفع جودة الحياة، وتعزيز الحفاظ على البيئة عبر خفض الانبعاثات الكربونية، ناهيك عن تحسين جودة مخرجات الموظفين، واستغلال أوقاتهم المهدورة في طريق الذهاب للعمل والعودة منه، والتي تستهلك في الوضع الحالي من ساعة إلى ثلاث ساعات يوميا، وإذا ما أثبت هذا النموذج نجاحه في العاصمة، فمن الممكن اعتماده في المدن الأخرى التي تعاني من الزحام المروري.




http://www.alriyadh.com/1992906]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]