أطفال اليوم هم رجال الغد، وبُناة المستقبل، وسياج الوطن، وحلمه، وأمله المشرق. من هنا فإنّ أهمية غرس القيم في نفوسهم، وصياغة أرواحهم وتشكيلها وفق منظومة قيمنا الأصيلة، وتحصينهم من الأفكار الدخيلة أو غير السوية، واجب واستحقاق ومن البديهيات التي لا يجب أن تغفل عنها كل أسرة، حتى نساهم في بناء وطن حصين وآمن ضد أي فكر شرير، ونواصل مسيرة التطوير والإنجاز والريادة.
ومن أهم المرتكزات التي تُبنى عليها عقول أطفالنا التعليم والثقافة؛ فهما جناحان لا غنى عنهما لهذا البناء والتشييد القيمي والحضاري.
ويشكّل الكتاب أهم الوسائل الناجعة لتحقيق هذا المبتغى، وكما جاء في الأمثال: «التعليم في الصغر كالنقش على الحجر»، وهذا المثل يتجلى أثره وقيمته حين نسترفد من العلم الحديث كلمته واكتشافاته العظيمة التي تُبرز قيمته، فالطفل يمتلك عقلاً غضّاً طريّاً يتّسم باللدونة الدماغية، وهي خصيصة تمنح عقل الطفل انفتاحاً على فضاء تخييلي يجعله قادراً على ارتياد عالم الأفكار الفسيح دونما حواجز أو حدود، ومن هنا فإن استثمار هذه الخصيصة مهم لإشباع هذا العقل بالقيم الروحية والسلوكية الجميلة، وتعزيز القيم الجمالية في نفسه، بحيث يصبح عنصراً فاعلاً وسوياً يسهم بروح معطاءة وشخصية متّزنة لا تضمر الشّر أو السلوكيات غير المنضبطة.
ولأن الكتاب هو الوعاء الأنقى لغرس هذه القيم والمعارف والسلوكيات، فمن المهم جداً تعهّد هذا الجيل بتعزيز الشغف بالقراءة واعتبارها سلوكاً حضارياً، وأداة لا غنى عنها لارتياد المستقبل بوعي، وروح مسكونة بحب المعرفة والاكتشاف والمغامرة الخلاّقة، حتى نخلق جيلاً بل أجيالاً مسيّجة بالوعي والمعرفة، باعتبارهما أنجع الأدوات لتحقيق النجاح والتميز، وتفعيل الحس الإبداعي والابتكاري.
ويأتي التأكيد على تعزيز قيمة القراءة في ظل هذا العزوف الذي نشهده بين جميع شرائح المجتمع سيما وأن القراءة العميقة في تراجع، بل باتت مهددة في ظل هذا الاكتساح الميديائي الشرس وانهيار السدود بين المجتمعات، ما ينذر بتمييع القيم، وخطر وقوع جيل المستقبل فريسة للخواء والتسطيح والسلوكيات غير المنضبطة.




http://www.alriyadh.com/1993254]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]