في حديث لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة -يحفظه الله- في مؤتمر التعدين الدولي الأخير.. بين أن الهيدروجين، وعلى وجه التحديد الهيدروجين الأخضر، أصبح موضوع اهتمام لاقتصاديات الطاقة المتجددة في المملكة من جهة وكمساعد في تقليص الانبعاثات الكربونية والتغيرات المناخية من جهة أخرى. ولا يزال الهيدروجين واحدًا من أكثر العناصر المتاحة والمعروفة في العالم، وسوف يصبح مساهمًا فاعلاً في تحولات الطاقة النظيفة من أجل تعزيز الطموحات الرامية نحو توسيع آفاق إنتاج الطاقة النظيفة ودعم اتفاقية باريس للتغير المناخي.
كما ركز سموه على أنه أضحي للهيدروجين الأخضر إسهام فاعل وقدرة فائقة وكفاءة عالية لتشكيل وتصنيع مختلف مكونات الطاقة وتحولاتها النظيفة، وإذا كانت تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر من مصادر الطاقة المتجددة يُرى أنها -في الوقت الحالي- باهظة التكلفة فإن الزخم الذي تم بناؤه والتوصل إليه من خلال سلسلة عمليات متتابعة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ساهمت بالفعل في تخفيض تكلفة إنتاجه ونقله وتوزيعه وتجزئته وتخزينه والعمل على استغلاله وتطبيقه والاستفادة منه، وذلك سعيًا وراء تقنيات تعمل على زيادة خفض نسبة الكربون وتكاليفه حتى يمكن استخدامه على نطاق واسع في قطاعات صناعية واسعة مثل تكرير النفط وصناعة الأمونيا والميثانول وإنتاج الصلب، ومن ثم سوف يلعب الهيدروجين الأخضر دورًا فاعلاً وحاسمًا في التحوُّل نحو الطاقة النظيفة مع تقدم تطبيقاته في قطاعات أخرى أيضًا مثل مركبات خلايا الوقود لوسائل النقل ومزيج الهيدروجين كمصدر أو مشارك في مزيج توليد الطاقة ليكون عاملاً مهمًا لاستقرار الطاقة وحلاً مثاليا لتقليص انبعاثات الكربون ولقضايا تغير المناخ على المدى الطويل، وما ذلك إلا توجه لدى المملكة نحو إنشاء نشاط جديد ومَهَمَّة اقتصادية حديثة مما سيسهم بعون الله في النمو والتنوع الاقتصادي ويعزز مساعي قدرة المملكة في التعامل مع ظاهرة التغير المناخي ويطور إمكاناتها في مجالات الطاقات المختلفة ويرسخ مكانتها كدولة رئيسية ورائدة في مجال تصنيع وإنتاج الهيدروجين. وذلك بعد أن نجحت المملكة مسبقًا في إقناع قمة العشرين على تبني اقتصاد الكربون الدائري الذي يمنع التسربات الغازية المصاحبة للتطور الصناعي العالمي ووصولا للحياد الكربوني أو الانبعاث الصفري الكربوني المستهدف بحلول عام 2060 بمشيئة الله. لقد أكد سموه أن المملكة رائدة في صناعة البترول العالمية وأن بترولها الخام لهو من بين أقل أنواع الكربون كثافة في العالم، وأن المملكة ستواصل مسيرتها لتحقيق الريادة العالمية في جميع أشكال الطاقة النظيفة، حيث تسعى لتصبح رائدة في مجال الإنتاج النظيف على مستوى العالم من خلال تطبيق الاقتصاد الدائري للكربون.
وواصل سموه في مؤتمر التعدين الدولي القول بأنه إلى جانب المواد الهيدروكربونية النظيفة فإن المملكة تعمل حثيثاً على تسريع وتيرة تطوير استخدامات الهيدروجين ونشر استخدامه على مستوى العالم لإيجاد وتطوير مصادر طاقات جديدة وبديلة مثل الطاقة المتجددة والهيدرجين الأخضر والأمونيا الزرقاء، وهذه الصناعات التعدينية تستهلك قدرًا كبيرًا من الطاقة إلى جانب الاستخدام النظيف والفاعل لمصادر الطاقة في مختلف العمليات الصناعية. وأشار سموه كذلك إلى توطين المواد المستدامة لتصنيع منتجات مثل الألواح الشمسية وتوربينات الرياح ودعوة المؤسسات العاملة في صناعة التعدين لاستكشاف المزيد من استخدامات مواد البوليمر والتعاون مع وزارة الطاقة في هذه الفرص للوصول إلى الأهداف الطموحة للاستدامة ولهذا أشار سموه إلى التزام المملكة بتطوير وتأمين العناصر والمعادن الرئيسة اللازمة لتوطين سلاسل الإمداد وللسعي إلى طاقة نظيفة خالية من الكربون مما يشكل أرضية راسخة لتوطين سلاسل الإمداد في المملكة مما يستلزم تعاون بين وزارة الطاقة ووزارة الصناعة والثروة المعدنية وصندوق الاستثمارات العامة وشركة «معادن» لتأمين سلسلة الإمداد الاستراتيجية للمعادن، والعناصر النادرة والمهمة في العالم. ومن الأمور والقضايا ذات الأهمية هو ما أشار إليه سموه من تبني واستخدام الطاقة النووية في أغراض سلمية مدنية يقف في مقدمتها إنتاج الطاقة الكهربائية والذي يأتي من خلال إطلاق المشروع الوطني للطاقة الذرية يتضمن عنصرين رئيسين: الأول بناء أول محطة للطاقة النووية في المملكة تضم مفاعلين لتوليد الطاقة الكهربائية وذلك من أجل تنويع مصادر الطاقة التي تعتمد عليها البلاد بشكل أساسي، والثاني التنقيب عن خامات اليورانيوم التي تمتلكها المملكة حيث تعتزم استغلال مصادرها الوطنية من اليورانيوم وفقا لالتزاماتها الدولية وبأعلى معايير الشفافية في دورة الوقود النووي بأكملها، ومن المعروف أن مشروعات الطاقة النووية تعد من أقل المشروعات نسبة لانبعاثات الكربون في العالم بل وتعيد في الوقت ذاته الكربون المنبعث منها للاحتفاظ به والاستفادة منه. هذه البرامج الطموحة ستجعل من المملكة بلا شك وجهة للصناعة ومشاريع الطاقة الخضراء والطاقة النظيفة، وهذا يؤكد قول سموه: نحن في بلد قائد في النفط والغاز وفي طريقنا بحول الله لنقود قطاع الطاقة النظيفة بكل عزم وثبات.
جامعة الملك سعود




http://www.alriyadh.com/1993426]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]