أنواع الإرهاب متعددة ولا تقتصر على العمليات الإرهابية المسلحة، فهناك الإرهاب الفكري الذي يقود إلى الإرهاب المسلح، فالإرهاب يبدأ كفكرة متطرفة ومعتقد ضال يؤدي إلى عمل إرهابي، ما حدث في العاصمة السويدية استوكهولم من حرق لنسخة من القرآن الكريم من قبل متطرف حاقد تعبيراً عن غضبه من الجمهورية التركية على خلفية انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ما هو إلا نوع من أنواع الإرهاب في بلد المفترض أنه يمارس ديموقراطية غربية لا حدود لها، رغم أن الحرية تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، ذاك المتطرف لا يعرف إلا حريته هو، ولا يضع لحريات الآخرين أي اعتبار طالما أنه حظي بحماية الشرطة السويدية الذي صرح المتحدث باسمها قائلاً: "تمنح القوانين الدستورية السويدية حماية قوية لحرية الرأي، ويعرف الجميع أهمية القدرة على التظاهر وحرية التعبير"، أي حرية تلك التي يتحدثون عنها! كيف يتوقع من يدعون الحرية رد فعل متطرف من الجهة المقابلة، والشواهد على ذلك قائمة، فما الهجوم على صحيفة شارلي إبدو الفرنسية عام 2015 التي غطت في 2011 قضية نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلا أحد تلك الشواهد.
السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة.. من المستفيد من ذاك التصرف الذي هو تصرف متطرف في حد ذاته، ويتعدى حرية التعبير عن الرأي إلى إثارة المشاعر وتأجيجها، ولا علاقة له بالمسائل المعلقة بين تركيا والسويد، ويتعداها، ليثير مشاعر مليار ونصف المليار مسلم دون أي داعٍ؟! وبالتأكيد فإن حرية الرأي ليست سبباً مقنعاً لإثارة تلك المشاعر أبداً، بل هي العنصرية والتطرف التي يجب على الحكومات الأوروبية الديموقراطية التعامل معهما في إطارهما الصحيح لا أن تتعداهما إلى حرية الآخرين في الفكر والمعتقد، فالإرهاب والتطرف ظاهرتان عالميتان لا علاقة لهما بدين أو عرق أو بلد، فهما ظاهرتان تعبران عن خلل فكري كما حصل في السويد، ومن الممكن أن تحصلا في أماكن أخرى حال لم يتم تدارك الأمر.




http://www.alriyadh.com/1993884]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]