الأحداث التي وقعت في حي بيت يعقوب بالقدس المحتلة وما تلاها من ردة فعل إسرائيلية سالت فيها الدماء تؤكد أننا بعيدون تماماً عن أي تقارب من أجل الوصول إلى سلام عادل شامل في القضية الفلسطينية، فالاحتقان مازال سيد الموقف ولا نظن أنه سيزول طالما كانت أطرافه لها أجندات بعيدة تمام البعد عن الرغبة في تحقيقه.
ظاهر الأمر أننا نرى ونسمع عن دعوات من أجل الوصول إلى السلام العادل الشامل، وواقع الأمر لا نجد نوايا صادقة لجعله واقعاً رغم كل الجهود التي بذلت وتبذل دون جدوى حتى الآن، فالطرف العربي لديه مبادرة سلام على الطاولة منذ واحد وعشرين عاماً هي (المبادرة العربية للسلام)، والتي كان من الممكن تنفيذها عطفاً على بنودها الواضحة والقابلة للتطبيق على الأرض والمتمثلة في العودة إلى حدود الرابع من يونيو 1967، وهو ما يعني عودة الشطر الشرقي للقدس للسيادة العربية، وهذا ما ترفضه إسرائيل منصاعة لرغبات متشدديها.
المتشددون من الطرفين لديهم أجندات لا تخدم التوجه للسلام أبداً، بل على العكس تجعله في طي النسيان وإمكانية تحقيقه شبه معدومة، وبالتالي ستظل دائرة العنف مشتعلة وربما تزداد اشتعالاً حال لم تكن هناك رغبات صادقة من أجل السلام، تلك الرغبات لا تتوقف عند الفلسطينيين والإسرائيليين وحسب بل يسأل عنها أيضاً المجتمع الدولي الذي يتجاهلها سهواً وعمداً حسب الظرف العالمي، ولكن بالتأكيد لم تعد القضية الفلسطينية في مقدمة جدول أعماله منذ وقت طويل، ولا يتذكرها إلا في حال حدوث عملية مسلحة بغض النظر عن فاعلها، حينها تبدأ ردود الفعل فترة ثم يعود وضع التجاهل إلى ما كان عليه.
القضية الفلسطينية قضية عادلة لا تحتاج إلى دراسة وتمحيص بقدر ما تحتاج إلى أفعال ونوايا صادقة، ونوايا العرب من خلال مبادرة السلام واضحة جلية، فماذا عن نوايا الإسرائيليين؟




http://www.alriyadh.com/1995016]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]