شهدت السياسة العالميّة تغييرات كبيرة في السنوات الأخيرة، وظهرت اتجاهات جديدة نتيجة لذلك، وتعمل هذه الاتجاهات على تشكيل المشهد السياسي والتأثير على الطريقة التي تتفاعل بها الدول بل وحتى المجتمعات مع بعضها البعض. وتشمل بعض أبرز الاتجاهات في السياسة العالميّة اليوم بحسب الدراسات ما يلي:
صعود الشعبويّة: إذ يكتسب القادة الشعبيون والحركات الشعبويّة زخمًا كبيرًا في العديد من البلدان، وبحسب الخبراء تعتمد الشعبويّة السياسيّة على ركائز منها أن السياسة أبسط مما يدعي السياسيّون التقليديّون، ومنها أن الإنقاذ بحاجة إلى "قائد أمين" وصريح لديه القدرة على تفعيل دور "عامة" الناس وتحدي العوائق التقليديّة (politically correct) من خلال ضجيج الحشود، وهو منهج اتبعه قادة كثر من اليسار واليمين مثل: ترمب (الولايات المتحدة)، هوغو شافيز (فنزويلا)، مارين لوبان (فرنسا)، رودريغو دوتيرتي (الفلبين).
وتختلف الأجندات لهؤلاء الشعبويّين ولكنها تتفق في مسألة البحث عن قضايا جماهيريّة أو عن كبش فداء: الصين، والأجانب (المهاجرون)، والإرهابيون، والمسلمون، والإعلام أو الرأسماليون.. أي البحث في نهاية المطاف، عن مسؤولين عن انخفاض مستوى الدخل أو تهديد الهويّة.
ومن معالم الاتجاهات السياسيّة الجديدة زيادة حدّة الاستقطاب السياسي على مستوى العالم، حيث أصبحت العديد من البلدان أكثر انقسامًا على أسس إيديولوجيّة وثقافيّة واجتماعيّة واقتصاديّة. وتلعب تكنولوجيا الاتصال والتواصل دورًا متزايد الأهميّة في النفخ في روح هذه الاتجاهات الجديدة في السياسة العالميّة، حيث تمنح الوسائل وغيرها من المنصّات الرقميّة الأفراد والجماعات طرقًا فاعلة لتعبئة الرأي العام والتأثير فيه وتشكيل كتل صلبة متناقضة أحيانا داخل البلد الواحد.
وهناك اتجاه آخر وهو تغيير ديناميكيات القوة: إذ بات واضحاً تغير ميزان القوى على الصعيد العالمي بشكل كبير، حيث ينمو تأثير الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند، مع تأرجح القوى الغربيّة التقليديّة وتراجع تأثيرها النسبي عمّا قبل، ويترافق مع دور التقنية كمحرك في زيادة التغيير في مكامن القوة العالميّة - بحسب هؤلاء المحلّلين - عنصر عدد السكان الشباب في القوى الصاعدة مع تنامي معدلات الشيخوخة في القوى (القديمة).
ويقول مخطّطو السياسات المستقبليّة في الاتحاد الأوروبي في تقرير (الاتجاهات العالميّة حتى عام 2030: هل يستطيع الاتحاد الأوروبي مواجهة التحديات المقبلة؟) إن القوى القويّة التي تحكم التحول العالمي بدأت في أوائل التسعينيات وهي تعيد تشكيل العالم بقوة وبسرعة أكثر من أي وقت مضى وأن العالم يصبح باطراد أكثر تعقيدًا وأكثر تحديًا وأكثر انعدامًا للأمان أيضًا.
أما الأميركيون فيقول تقرير (الاتجاهات العالميّة 2030: عوالم بديلة) الذي نشره مجلس المخابرات الوطني الأميركي "إن الدور الدولي للولايات المتحدة خلال 15 - 20 سنة القادمة في حالة عدم يقين كبيرة، وأنّه لا مفرّ من مواجهة تحدٍّ لا مفر منه وهو التراجع النسبي للولايات المتحدة والغرب مقابل الدول الصاعدة الجديدة".
قال ومضى:
الدول العظمى حكمت الماضي، والشعوب العظيمة ستملك المستقبل..




http://www.alriyadh.com/1997319]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]