عبر تاريخها المجيد والمديد، أرست المملكة دائماً مبدأ ثابتاً لا يتزحزح، أن تتعالى فوق حسابات السياسة وطبيعة العلاقات حينما يتعلق الأمر بحالة إنسانية ملحة، كما حدث في الزلزال المدمر الذي وقع في سورية وتركيا وأدى إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. فكانت المملكة من أوائل الدول التي مدت يد العون والعطاء للدول المتضررة، وأقامت جسراً إغاثياً متواصلاً لتقديم المساعدات العاجلة، فضلا عن إرسال الفرق الطبية والإغاثية للمشاركة في جهود البحث عن ناجين وإسعافهم، وفوق ذلك الهبة الشعبية لمساعدة الأشقاء التي تجاوز عطاؤها 350 مليون ريال حتى مساء أمس.
نقول هذا ليس من باب المنة، فهذا واجب إنساني، والمملكة لا تتأخر عن واجباتها الإنسانية، وإنما نسجله للتذكير بمواقف المملكة الشامخة التي تعلي قيمة الإنسان على أي حسابات أخرى، وتضع نصب أعينها مد يد العطاء لكل محتاج، دونما أجندات خفية، أو شروط مسبقة، ومنهجها في ذلك أن نداء الواجب الإنساني يجب أي خلافات أو أزمات أو مواقف مسبقة.
لقد واجهت المملكة عبر تاريخها حملات مغرضة، ومواقف معادية غير مبررة، بل وفوجئت في مرات عديدة بمواجهة الإحسان بالإساءة، ورغم ذلك تمسكت بأدوارها الإنسانية، ودعمها المستمر للسلام والاستقرار في العالم، غير أن المملكة وهي ثابتة على موقفها المبدئي هذا، تملك كل الحق في سعيها لصياغة علاقاتها على أسس جديدة قوامها المصالح المشتركة، وتبادل المواقف الإيجابية، بما لا يضر بطرف من أطراف العلاقة، وهذا حق سيادي مكفول، وفي ذات الوقت لا يضر الطرف الآخر بل يصب في مصلحته، ولطالما دلت حقائق التاريخ ووقائع الأحداث، أن المملكة لا تمضي إلا في طرق الخير والنماء، ومن يسير في ركبها، سيجد الخير كل الخير.




http://www.alriyadh.com/1997727]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]