بعض الأفكار الناتجة عن حالات محددة نصيغ منها أقوالاً بمثابة الحقائق وهي ليست كذلك، من ذلك كمثال القول: إذا أردت أن تقتل موضوعاً أحله إلى لجنة، مقولة جاءت تعليقاً على لجان لم توفق في أداء مهامها ثم نحولها إلى حقيقة أو قاعدة ثابتة وهي لا تنطبق على كل الحالات.
الحقيقة هي أن اللجنة تعزيز لمبدأ العمل بروح الفريق ولا تفشل لمجرد أنها لجنة ولكن لأسباب مختلفة أهمها اختيار أعضاء اللجنة واختيار رئيسها، من أهم معايير تشكيل اللجنة معيار التفكير المستقل، والتخصص، واختيار الرئيس الذي يمتلك مهارة الحوار والموضوعية، إذا كان المسؤول سيشكل اللجنة التي تتفق مع توجهاته وأفكاره أو إذا كان سيديرها عن بعد من خلال رئيسها فهنا تكمن المشكلة وتصبح اللجنة غير محايدة وبالتالي غير مفيدة.
تقييم أداء اللجان يجب أن يأخذ في الاعتبار طبيعة اللجنة وهل هي منتخبة أو مكلفة بالتعيين، هل هي استشارية أم تنفيذية، ما هي أهدافها وصلاحياتها وآلية عملها، هل هي قانونية أم طبية أم إدارية أم سياسية؟
اللجان أسلوب مهم في أي منظمة وفي أي مجال، تتنوع اللجان من حيث تخصصها وأهدافها ومدتها وصلاحياتها، هل هي لجان دائمة أم مؤقته، هل دورها استشاري أم تنفيذي وهل قراراتها نهائية، هل تقدم توصيات أم قرارات، ما آلية عملها؟
اللجان الناجحة هي اللجان التي تشكل وفق معايير موضوعية وعلمية، وتكون مسؤولياتها وصلاحياتها واضحة ضمن لائحة رسمية معتمدة، وتفشل اللجان إذا كانت غير مستقلة أو بدون لائحة، أو كانت مجرد وسيلة إدارية للمسؤول لتخفيف عبء العمل، أو التخلص من بعض المشكلات المحرجة التي لا يستطيع أن يتخذ فيها القرار أو لديه قرارات بشأنها لكن يريدها أن تأتي عن طريق لجنة. من حق المسؤول أن يحيل بعض الموضوعات إلى لجنة متخصصة، مهامه كثيرة ومهما كانت قدراته فهو لا يستطيع الإحاطة بكل شيء، هذه الإحالة أسلوب إداري مفيد في الموضوعات المتخصصة وغير العاجلة، المهم تحديد المدة الزمنية لتقديم رأي اللجنة.
اللجان بحد ذاتها هي حل وليس مشكلة، قد تتحول إلى مشكلة بسبب كثرة أعضائها بدون مبرر، أو كانت سبباً في تعطيل القرارات وتأخير الإنجازات أو كان تشكيلها بمعايير شخصية أو كانت إدارتها لا تتمتع بالكفاءة المطلوبة، أو أصبحت سبباً في إحداث نزاعات داخل المنظمة حين تتدخل اللجنة الاستشارية في العمل التنفيذي وتحيل مسؤولي المنظمة إلى متفرجين.




http://www.alriyadh.com/1997706]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]