تحتفل المملكة العربية السعودية هذه الأيام بحلول ذكرى يوم التأسيس، يوم اللبنة الأولى لقيام دولة من عمق الصحراء، بعروبة متجذرة، وبتعاليم إسلامية أصيلة، كانت شتاتاً متناثراً، وشعباً متناحراً، لتتوحد تحت راية التوحيد، لتصعد إلى دولة تقارع أعتى الدول نداً لند، مستقلة بذاتها، لم تستعمر، ولم تدنس باحتلال، وعند كل تراجع، تنهض من جديد، بنفس القيم والأصول، وعلى نفس النهج، إسلامي عروبي أصيل، لما يقارب ثلاث مئة عام، ونحن ننفض الأنقاض، وننهض بشموخ، على عهد أجدادنا باقون، وسنستمر بذلك ما دام الدهر بإذن الله. لم نكن يوماً إلا امتداداً لتلك اللحظة التي وضع بها الإمام محمد بن سعود رحمه الله أسس دولتنا العظيمة، قائمة على العدل والتوحيد، دستورها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، راعية لمصالح الأمة، خادمةً للحرمين الشريفين، فتمتعت هذه الدولة بقيادة حكيمة رزينة رشيدة عادلة، خاضت كل ممكن، وتجاوزت كل صعب، لتقف هذه البلاد المباركة شامخة عزيزة بين مصاف الدول العظمى، ويساندها شعبٌ كريم وفي، ولاؤه مطلق، وانتماؤه أصيل، تشد به القيادة أزرها، ولم تجده يوماً إلا كما يجدها، قمة في الوفاء والعطاء والتفاني.
إن ارتباط هذه الأسرة الكريمة العميق بالأرض والشعب، لهو من أعاجيب العصر، فهذا النوع من الحب والولاء واللحمة قلما تجدها في سير الشعوب، فتتمتع هذه القيادة العظيمة بعلاقة استثنائية مع شعبها، ولمدة تقارب الثلاث مئة عام، جعلت البلاد الأخرى تنظر إليها بتعجب واندهاش، بل وإعجاب منقطع النظير، فهو انتماءٌ متبادل، وحمية أصيلة، فمهما عصفت العواصف، واشتدت الشدائد، تجد أن الهَم واحد، واليد واحدة، والرأي ما قاله ملكنا المفدى، والفعل ما يأمرنا به، سيفه المسلول، وسنده السديد، ولا نرضى عن ذلك بدلاً. إن احتفالنا اليوم بيوم التأسيس، وبهذه المشاعر المتقدة، بالكلمات والأفعال، وبل وحتى الزي والملابس، وبعد مرور هذه الأعوام الكثيرة، ما هو إلا انعكاس نقي لفخرنا بهذا اليوم الاستثنائي، وتأكيد على تمسكنا بنفس المسيرة المباركة، التي بدأتها الدولة السعودية الأولى، ثم أكملتها الدولة السعودية الثانية، ونحن أحفادهم في الدولة السعودية الثالثة، نفخر أيما فخر بصنع أجدادنا، لنُعطي هذا اليوم حقه من التقدير، ويكون مناسبة للتذكير، كيف كنا وكيف أصبحنا، فنعاهد الله ثم نعاهد أجدادنا الفرسان على الذود عن الوطن، وحمايته، والنهوض به، والحرص على شموخه، تحت راية مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان، فطموحنا عنان السماء، ولن نألوا جهداً للوصول إلى ذلك بإذن الله.




http://www.alriyadh.com/1998973]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]