يومًا بعد آخر يرتفع سقف طموحات الشبابيين في دوري أبطال آسيا حتى أصبحوا ينتظرون من بانيغا ورفاقه الذهاب إلى أبعد نقطة في البطولة والتتويج بالذهب أمام أوراوا الياباني، ورغم صعوبة المهمة في ظل وجود فرق قوية في المراحل المتبقية كالهلال حامل اللقب، والدحيل القطري، إلا أن السنوات التي ابتعد فيها "شيخ الأندية" عن البطولات زادت الرغبة عند انصاره ومحبيه بأن تكون العودة عبر بوابة البطولة القارية والوصول إلى كأس العالم الأندية التي تستضيفها الرياض في ديسمبر المقبل، وهو حق مشروع للشبابيين عطفًا على تاريخ ناديهم الكبير.
بميزانية محدودة مقارنة بالمنافسين، نجح خالد البلطان في صناعة فريق قوي بات اليوم ضمن أقوى ثمانية فرق في القارة الصفراء، وأحد أبرز المرشحين لنيل اللقب، وهذا عمل يحسب للبلطان الذي أعاد للشباب بريقه، ورسم له هويته من جديد بعد فقدانها في مواسم مضت حتى كاد أن يصبح منسيًا، بسبب مشكلات مالية وإدارية وفنية، وينتظر الشبابيون حصاد عمل الإدارة وصبرهم بتحقيق الذهب.
نجح الشباب في خطوته الأولى أمام ناساف الأوزبكي، وتأهل للدور ربع النهائي، لكن المهمة المقبلة أمام الدحيل القطري أصعب، وفي البطولة الآسيوية كلما تقدمت خطوة نحو الأمام زادت الصعوبة دون النظر في الخصم، لذلك يجب أن يدرك مدرب الشباب مورينو واللاعبين أيضًا بأن المباريات من نوع الدحيل تحتاج إلى تعامل وتجهيز فني خاص، وجدية أكبر، ولعب جماعي، فالفرص التي سنحت لهم أمام ناساف ربما لا تتكرر، والمطلوب استغلال أنصاف الفرص للتسجيل، والاهتمام بالجوانب الدفاعية، والحذر من الأخطاء التي ربما تكلف الكثير كما حدث للفيصلي أمام فولاذ.
من دون شك لم يصل الشباب للمثالية أمام ناساف، وكانت هناك عدد من الملاحظات التي يجب أن ينتبه لها الشبابيون، أبرزها -برأيي- حاجة الفريق للاعب هداف مثل كارلوس جونيور، إذ يفترض أن يشركه المدرب مع الحارس الكوري كيم والأرجنتيني بانيغا، أما الخانة الأجنبية الرابعة فأرى بأن الأحق بها المدافع البرازيلي اياغو، رغم المستوى الكبير الذي ظهر عليه نادر الشراري في المواجهة الماضية، لكن هجوم الدحيل بحاجة إلى ثنائية حسان واياغو، ومن الملاحظات أيضًا فردية عدد من اللاعبين في بعض الهجمات، بالإضافة إلى رعونتهم أمام المرمى!
لفت نظري في المباراة الماضية مستويات بانيغا الذي صنع هدفا وسجل آخر، بالإضافة إلى حسين القحطاني الذي كان أحد أبرز نجوم المباراة بأدواره الدفاعية، ولا أنسى رياض شراحيلي الذي تألق في المحور، أما الشراري فأرى بأنه من أهم مكاسب الشباب في المواجهة، وأرجو أن يستمر ويتطور أكثر، لأنه إن فعل ذلك سيوفر للفريق مقعدا أجنبيا لخانة أخرى.
مورينو يجب أن يدرك بأنه لا مجال لأي قرارات خاطئة أمام الدحيل، فالتعويض غير موجود، وأي قرار خاطئ ربما يكلف الشبابيين خسارة حلمهم الذي عملوا من أجله كثيرًا، أما اللاعبون فيجب عليهم استيعاب بأنهم أصبحوا على بعد خطوتين من النهائي، واللعب بقتالية أكبر لإرضاء أنفسهم وإسعاد الشبابيين الذين صبروا عليهم كثيرًا، أما الجماهير فالدعوة لهم مفتوحة للسفر إلى العاصمة القطرية الدوحة لمساندة الشباب ومؤازرة اللاعبين، خصوصًا وأن الإدارة لم تقصر معهم وسيّرت لهم عددًا من الحافلات لنقلهم من مدن عدة.




http://www.alriyadh.com/1999153]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]