السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الحمد لله والصلاة وسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ما أشبه الإنسان بالهلال يبدو في أول الشهر وليداً¡
ثم يكبر حتى يبلغ أشده في منتصف الشهر فيكون بدراً واضح الرؤية عظيم الفائدة¡
وما يلبث كذلك إلا ويعود إلى الضعف والتراجع حتى يبلغ أرذل عمره قبل انصرام الشهر¡
ثم ينطوي ويختفي¡ ليظهر هلال شهر جديد وزمن جديد.
والمتأمل في عمر الإنسان وعمر الهلال يدرك أن الأيام والليالي هي القاسم المشترك بين كل منهما¡
وكل يوم يمضي عليهما لا يعود إلى يوم القيامة¡
ولذا حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على اغتنام العمر فقال:
{اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك¡ وصحتك قبل سقمك¡ وغناك قبل فقرك¡ وفراغك قبل شغلك¡ وحياتك قبل موتك } [ رواه الحاكم وصححه الألباني].
فسماها النبي صلى الله عليه وسلم غنائم¡ وكأن العبد في حرب مع الزمنº
(( الغنائم الخمس ))
( 1) شبابك قبل هرمك
(2)وصحتك قبل سقمك
(3)وغناك قبل فقرك
(4)وفراغك قبل شغلك
(5)وحياتك قبل موتك
شاب الصبا والتصابي بعد لم يشب *** وضاع وقتك بين اللهو والعب
وشمس عمرك قد حان الغروب لها *** والفيء في الأفق الغربي لم يغب
كم ذا التخلف والدنيا قد ارتحلت *** ورسل ربك قد وافتك في الطلب
وكيف سيكون لقاؤك لرسل ربك¡ وما ردك عند طلبهم لك¡
فوصيتي إليك أن تستعد للقاء ما دمت في البقاء¡
واربط حزام الإيمان لعلك تصل إلى الله بأمان.
فهل لك أن تراجع
النفس قبل أن يضيق النفس¡ وتعود إلى ربك قبل أن يختم على قلبك:
{ كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ }
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.