شهدنا في السنوات الأخيرة تعدد ألقاب الشعراء والشاعرات، إلى درجة الاستعراض بها، ولا يكاد أي شاعر أو شاعرة يظهر إلا ويذكر أكثر من لقب تاركاً وراءه علامة استفهام.. ونلحظ في تعريف البعض منهم تعدد هذه الألقاب إلى درجة قد تصل أحياناً إلى أكثر من ثلاثة أو أربعة وتستعمل إعلامياً فماذا يدل عليه هذا الأمر؟.. هل يعني تعدد الألقاب نجاح الشاعر؟!!.
إن نجاح الشاعر لا يقاس بكثرة الألقاب وتعددها.. بل بتحقيق العطاء الصادق، والحس الأدبي الرفيع، والبصمة الجميلة في ساحة الأدب وليس الافتخار وحمل الألقاب التي لا تليق به، أما أن يحمل الشاعر لقباً يستحقه بكل اقتدار ويليق بمقامه فهذا أمر مشروع.
التقيت بالكثير من الشعراء، وشاهدت العديد من التعريف بهم خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي (الميديا) قرأت الشاعر والكاتب والإعلامي ووو.. الخ..، حقيقة ما ننزعج منه أكثر تلك الألقاب التي هي في الواقع ليست حقيقية بل ألقاب وهمية، لا تخدم الشاعر بالعكس ضررها أكثر من فائدتها خاصة عندما يتضخم الأناء.. فالمتلقي يهمّه المضمون وماذا يقدم الشاعر وليس لقبه وتعدده.
والذي يدعي للشفقة حال بعض الشعراء عندما يرتفع إعجابه بنفسه ويمجد ذاته، ويقول لقبت بلقب كذا وكذا.. هذا أمر غير مقبول بتاتاً أن يذكر الشاعر أن لقبه، الجميل عندما يذكر اللقب الآخرين ويطلقونه على من هو أهلاً له خاصة إذا كان هذا اللقب يضيف للشاعر، ولرصيده الأدبي، أما أن يكون مجرد كلام عابر «فلا يصح إلا الصحيح».
ولاشك أن هناك الكثير من الشعراء الذين غلبت عليهم ألقابهم ونسيت أسمائهم.. فقد عرف العديد من الشعراء بألقاب اشتهروا بها وهم كثر.. وهذا الأمر ليس فيه أي إشكالية، ولكن نحن نتحدث عن الشعراء الذين يدعون بعض الألقاب وينسبونها لأنفسهم وهذا أمر لا أخلاقي، والاستمرار فيه مؤسف ومخجل.
قبل النهاية للشاعر ضيدان بن قضعان:
الشاعر أبقى بعد موته بالعلوم الطيّبات
أو عكسها والموت يأخذ والقصايد تستخير
أقرب مثال اللي لهم في البيت سبع معلّقات
راحوا ولا زالت قصايدهم كما البدر المنير




http://www.alriyadh.com/2001052]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]